كمال حبيب: النظام التركي أقرب ما يكون إلي نظيره الروسي الهلباوي: استبدال النظام البرلماني بالرئاسي يثير الكثير من المشاكل كاتب تركي: لن ينال أردوغان ما يصبو إليه رفعت أحمد: أردوغان دكتاتور في ثوب ديمقراطي عبد المجيد: الرئيس التركي ليس بحاجة لتغير النظام بعد أحد عشر عاما قضاها رئيسا لوزراء الجمهورية التركية أصبح «أردوغان» الرجل الأول في الدولة في القصر الجمهوري "بشنكاياى كشك" في العاصمة أنقرة الذي تردد عليه مرارا، ولكن هذه المرة لها مذاق خاص حيث تخطو قدماه سلم القصر بصفته رئيسا للبلاد ليس رئيسا للحكومة. وقد أعلن أردوغان عن نيته تغير نظام الحكم البرلماني إلي النظام الرئاسي، وفي هذا الشأن طرحت شبكة الإعلام العربية «محيط» سؤالا علي بعض الخبراء للوقوف علي الوضع وهو هل سينجح أردوغان في هدفه في القضاء علي النظام البرلماني الوطيد في تركيا أم لا؟ سينجح أردوغان أكد الدكتور كمال حبيب المتخصص في شئون الحركات الإسلامية، أن أردوغان سينجح في تحويل النظام البرلماني لرئاسي وذلك بسبب وجود أغلبية برلمانية من حزب العدالة والتنمية المنتمي له أردوغان في البرلمان الحالي، وفي العام القادم من المرجح أن الحزب سيأخذ أغلبية أيضا لأن أحد أهم مشاكل الديمقراطية التركية هو عدم وجود البديل والموجود غير قادر أن يحظى بأغلبية كما يفعل العدالة والتنمية. ويشترط في تعديل مثل هذا القانون حصوله علي ثلثين الأغلبية في البرلمان وإذا لم يحصل علي النسبة المطلوبة يستطيع الاستعانة بالأحزاب الصغيرة التي تتحالف معه وينجز ما يريد. النظامان الروسي والتركي وجهان لعملة واحدة قال كمال حبيب إن النظام التركي أقرب ما يكون من نظيره الروسي، فرئيس الوزراء يتبادل مع رئيس الجمهورية المناصب كما حدث بين ميدفديف وفلاديمير بوتين فهذا يدل علي ديمقراطية شكلية، وإنما جوهر الديمقراطية هو تداول السلطة وقوي اجتماعية وسياسية متجددة علي سدة الحكم غير موجود. البرلمان يدعم أردوغان أكد كمال الهلباوي، القيادي السابق بجماعة الإخوان وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن هناك الكثير من التحديات التي تقع علي أردوغان نظرا لانتخابه رئيسا لتركيا في ظل الظروف الراهنة في المنطقة، مضيفاً إنه من المحتمل أن ينجح أردوغان في تحويل نظام الحكم في تركيا من برلماني لرئاسي ولكن هذا في حالة واحدة وهي موافقة البرلمان علي ذلك وقد يثير ذلك مشاكل كثيرة ضده هو في غني عنها. وأضاف الهلباوي أن أردوغان ليس بحاجة إلي استبدال النظام البرلماني بالرئاسي وذلك بتعين رئيس وزراء من الحزب الحاكم ويدين بالولاء له وإذا تم ذلك لم يتغير الوضع كثيرا ويظل أردوغان يسيطر علي الأوضاع. لن ينال أردوغان ما يريد وعلي النقيض قال الكاتب الصحفي التركي مصطفى أكيول في عبارة موجزة "إن تركيا تستعد للدخول في فترة جديدة من التوتر السياسي والاجتماعي في دوامة بين نظام استبدادي وترهيب المعارضة، ورغم كل ذلك فلن ينال أردوغان ما يصبو إليه وهو تحويل النظام السياسي إلى الرئاسي بدلا من البرلماني، بيد أن الأخير سوف يستمر وستظل الصلاحيات في يد رئيس الحكومة دون غيره". سيحاول وسيفشل ومن جانبه يري الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات، أن أردوغان سيحاول جاهدا في الوصول إلي النظام الرئاسي لكي يضع كل الأمور تحت سيطرته و حتى لا يكون شرفيا بعد أن كان صاحب الكلمة العليا في الدولة ولكنه سيفشل في ذلك. أضاف رفعت أن الرئيس التركي الجديد أردوغان دكتاتور في ثوب ديمقراطي كما أنه أستخدم الوسائل الديمقراطية مع القوي السياسية في التنقل بين منصبي الرئيس ورئيس الوزراء. وأشار رفعت أن مستقبل أردوغان مرتبط بالمتغيرات في المنطقة في كل من مصر وسوريا والعراق وما سوف يحدث مع داعش كما أن نسبة المعارضة لوجود أردوغان كبيرة تتمثل في نسبة 48% من التي لم تنتخبه من الشعب التركي، أي النصف تقريبا بجانب الجيش الذي يتأذى من وجوده في منصب الرئاسة مما يجعل فرص الانقلاب عليه كثيرة والإطاحة به. ليس بحاجة لتغير النظام ومن جانبه أكد الدكتور وحيد عبد المجيد أستاذ العلوم السياسية، إن أردوغان ليس بحاجة إلي تغير نظام الحكم لأن حزبه يمتلك أغلبية برلمانية وهذا يعطيه كافة الصلاحيات وفرض السيطرة. وأضاف عبد المجيد أن ما يعقد الأمر في نظام الحكم البرلماني ويسبب العقبات للرئيس إذا كان هو من حزب وأغلبية البرلمان من حزب آخر معارض، وحرص أردوغان علي ذلك يأتي من منطلق خوفه أن بفقد الأغلبية البرلمانية. نجاح حزبي مؤقت أكد الدكتور سعيد اللاوندي خبير الشئون الدولية أن أردوغان لا يستطيع تغير النظام لأن معارضيه كُثُر وذلك مع وجود مظاهرات في إسطنبول لأنه حتي الآن لم يحقق الرجاء الكامل للشعب التركي. فالنظام التركي يعطي الأولوية لرئيس الحكومة ورئيس الجمهورية منصبه شرفي فلذلك يسعى أردوغان إلى تدعيم نفوذه. اقرأ فى الملف " تركيا أردوجان .. عدالة وتنمية وعثمانيون جدد" * نجاح «أردوغان».. خلاف جديد بين الإسلاميين والليبراليين في مصر * السيطرة على المجلس العسكري.. أهم تحديات «أردوغان» في الدستور الجديد * مستقبل العلاقات التركية الإسرائيلية بعد فوز أردوغان بالرئاسة * «أردوغان» في الإعلام العربي بين الحقيقة والتشويه * أردوغان في القصر.. وخلاف حول هويته السياسية ** بداية الملف