يهتم الإعلام التركي حاليا بمناقشة التاريخ الأهم الذي ينتظره الشعب التركي بأكمله وهو 10 اغسطس /اب الذي تسطر فيه تركيا مسار سياستها الجديدة بانتخابات رئاسية يتنافس فيها بقوة رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان ولذلك ناقش برنامج " pazartisi sendromu" على قناة " TRT Haber" التركية أهم التحديات التى تواجه المرشحين الثلاثة لهذه الانتخابات وفيه قال "مراد يلماز " كاتب صحفي تركي من داخل ستديو البرنامج أن الانتخابات الرئاسية القادمة تعتبر من أهم الانتخابات الرئاسية التي عقدت في تركيا حيث لإنها تقوم علي الديمقراطية والحريات لدي الشعب التركي . وأضاف "يلماز" أن مرشح حزب الشعب الجمهوري والأمين السابق لمنظمة المؤتمر الإسلامي "أكمل الدين إحسان أوغلو" لا حظوظ له على حسب توقعاته أمام منافسه رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان لافتًا إلى أن المشاورات التي جرت في حزب العدالة والتنمية أيدت كلها ترشيح أردوغان لمنصب الرئاسة . وأشار "يلماز" إلى أن أردوغان سيكون فعالا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية التي ستجري في العاشر من أغسطس القادم كما كان فعالا خلال تقلده مهام منصب رئاسة الوزراء خلال السنوات ال 12 الأخيرة , موضحا أن أردوغان شخصية ناجحة وقوية وأثبت ذلك خلال السنوات الماضية وأن احتمالية فوزه برئاسة الجمهورية عالية جدا . وعن دور حزب العدالة والتنمية قال "يلماز" أن الحزب يتناقش كثيرا مع الأحزاب السياسية الأخرى بشأن تغيير نظام الحكم في تركيا إلا أن الاجتماعات الكثيرة التي عقدت بينهم لم تأت بنتيجة غير أن حزب العدالة والتنمية أجل النقاش في هذا الموضوع إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية القادمة في 2015 لافتا إلى أنه من الممكن أن يعمل حزبه من أجل تغيير النظام في البلاد في حال فاز بأغلبية برلمانية تمكنه من ذلك. ومن جانبه قال "نهال كاراجا" الكاتب بجريدة "خبر ترك" أن السياسة التي يتبعها المرشحين للرئاسية الان من أفضل السياسات مع بدء أول انتخابات رئاسية تركية يقرر فيها الشعب التركي من سيكون رئيسا للبلاد وهذه الانتخابات تعد الأولى من نوعها في تركيا حيث كان نظام الترشيح الرئاسي السابق يكون الحق للبرلمان التركي ترشيح الرئيس أما هذه المرة فإن الشعب هو من سيقوم بذلك , كما ان المرشحون للرئاسة ثلاثة أشخاص هم: السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء الحالي، والسيد أكمل الدين إحسان أوغلو الذي كان يرأس منظمة المؤتمر الإسلامي، والسيد صلاح الدين دمير طاش وهو كردي يرأس حزب السلام والديمقراطية الكردي , والمنافسة الحقيقية تتلخص بين السيدين: أردوغان وأوغلو، أما السيد صلاح الدين فلا نعتقد أنه سيكون منافسا قويا للاثنين. وأشار "كاراجا" إلي أن السيد أوغلو معروف باتجاهه المعتدل ومعروف أيضا أنه ترأس منظمة المؤتمر الإسلامي لمدة ثماني سنوات ولكنه كان فاشلا في عمله "على حسب قوله" إذ لم يعرف عنه أنه اتخذ مواقف قوية ضد الصهاينة ولم يفعل الشيء نفسه مع معظم قضايا المسلمين الذين تعرضوا فيها للظلم والاضطهاد واللافت للنظر أن العلمانيين في تركيا هم الذين رشحوه للرئاسة وهما الحزبين حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومي ويبدو أن الأحزاب غير الدينية أصبحت تقر بأهمية ودور الدين في الشارع التركي مما جعلها ترشح السيد أوغلو باعتبار عمله السابق في منظمة المؤتمر الإسلامي لعله يحقق لهم ما يطمعون في تحقيقه لو تمكن من الفوز بالرئاسة بعد أن يئسوا من السيد أردوغان وبعد أن فشلوا أيضا في كل الانتخابات السابقة وعلى كل المستويات. وفي ذات السياق أيضا قال "كاراجا" أن السيد أوغلو حصل على تأييد ودعم بعض دول الخليج التي حاربت أردوغان بسبب مواقفه المؤيدة لحماس فهي ترى أن السيد أوغلو قد يحقق لها ماعجزت عن تحقيقه من خلال السيد أردوغان كما ان الأحداث التي تجري على الساحة العربية كانت حاضرة في الدعاية الانتخابية لكلا المرشحين وأهمها ما يجري في غزة وفي سوريا فالسيد أوغلو أعلن صراحة أنه سيعيد العلاقات مع إسرائيل بصورة جيدة أما في المسألة السورية فهو ضد الاستمرار في استقبال اللاجئين السوريين كما أنه يرى إبعاد اللاجئين الذين دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة ولكي يرضي من رشحوه فقد زار قبر أتاتورك وأعلن أن الدين يجب أن يبتعد عن السياسة.