ذكرت صحيفة «آيدنلك» اليسارية التركية، أمس، أن الخطاب «الكارثى» الذى ألقاه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حول مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أصاب العلاقات التركية - المصرية بجرح عميق، مشيرة إلى أن أحزاب المعارضة التركية انتقدت الخطاب بشدة. وأوضحت الصحيفة أن «النواب أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التركى شددوا على أن إهانة رئيس شرعى لواحدة من أهم الدول بالمنطقة هو أمر غير لائق وخطأ»، مؤكدين أن سلوك «أردوغان» تسبب فى مزيد من الانتكاسات فى مسار العلاقات بين أنقرة والقاهرة. وانتقد آيتوج آتيجى، النائب بالبرلمان التركى عن حزب الشعب الجمهورى المعارض لمدينة ميرسين، ما سماه «التحركات المتخبطة للرئيس أردوغان فيما يتعلق بالسياسة الخارجية»، موضحاً أن «الأمر الصحيح هو الحفاظ على العلاقات مع مصر، فتركيا فى الوقت الحالى ليست لديها علاقات دبلوماسية مع مصر أو إسرائيل أو سوريا، والتدخل فى الشئون الداخلية لمصر ليس بالأمر الصحيح». وأضاف «آتيجى»: «لسوء الحظ تدخلت تركيا فى الشئون الداخلية لمصر ودعمت الرئيس المعزول محمد مرسى»، متسائلاً عما إذا كان من شأن تركيا أن تدعم «مرسى»، وأوضح أن «غرض أردوغان الوحيد وهو دعم مرسى يعتبر من قبيل الطائفية، وبالطبع كان يجب أن يكون لدى تركيا سفير فى مصر وأن تستمر علاقاتنا معها، وبكل تأكيد فإن موقف تركيا فيما يختص بالسياسة الخارجية يحزننا كثيراً». من جانبه، قال فاروق لوغ أوغلو، النائب بالبرلمان عن حزب الشعب الجمهورى، إن «سلوك الرئيس أردوغان فى مهاجمة المسئولين المصريين ليس أمراً لائقاً على الإطلاق»، مضيفاً أن العلاقات بين تركيا ومصر قد وصلت إلى أدنى مستوى لها، إلا أن التصريحات الأخيرة ل«أردوغان» تسببت فى حالة غضب عارمة، ليس فقط فى أوساط الرأى العام، ولكن فى أوساط الإدارة نفسها. وأكد «لوغ أوغلو» أن سلوك «أردوغان» أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يعد «أمراً مزعجاً للغاية»، مضيفاً: «إذا ما تعمدت أن تهين إدارة واحدة من أهم الدول بالمنطقة أمام الآخرين، فالأغلبية حينها ستظن أن هذا الأمر غير لائق وخطأ، وحقاً فإن تصرفات الرئيس أردوغان قد تسببت فى المزيد من التأخر فى العلاقات بين أنقرة والقاهرة».