لم يَرُق له احتفاء زعماء العالم بالرئيس عبدالفتاح السيسى، أول رئيس مصرى منتخب بعد ثورة 30 يونيو، وأصابه التصفيق الحاد بعد إلقاء كلمته الأولى بالجمعية العامة للأمم المتحدة بحالة من الهياج والغضب الشديدين، ثم صعد على المنصة لإلقاء كلمة تركيا وراح ينفث عما يمتلئ به قلبه من حقد وغضب تجاه مصر والرئيس السيسى، وهاجمه قائلاً: «الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعم الانقلابيين العسكريين وتقف ضد الذين انتخبوا بشكل حر». ينصِّب الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، نفسه متحدثاً باسم التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، فلا يترك مناسبة إلا ودافع عن الإخوان، ورفع إشارة رابعة، وهو أول من ابتدعها وأخذها أعضاء التنظيم عنه لاحقاً حتى صارت رمزاً لهم، زعم أنه شخص غير عادى لا يخطئ، ويدعم المظلومين حول العالم، ويساعد المحتاجين فى سورياوالعراق وليبيا ومصر، رغم سماح حكومته فى عام 2003 باستخدام القواعد الجوية التركية لضرب العراق، وهى الحرب التى أثرت على المنطقة بالكامل حتى اليوم، وتسببت فى مقتل مليون عراقى، وسمحت ببناء نظام سياسى هش تسبب فى احتلال ثلث أراضيه من قبَل تنظيم «داعش» بعد الانسحاب الأمريكى. يوحى رجب طيب أردوغان، المولود فى إسطنبول 26 فبراير 1954، للجميع بأنه يتعامل بشكل إنسانى ويحترم حقوق الإنسان فى بلده، لكنه يغض الطرف عن تجاوزات بعض أعضاء حكومته المالية، بل وأبنائه الذين وجهت لهم نفس الاتهامات، بل يحمى قيادات تنظيم الإخوان ويسمح لهم ببث قنواتهم التى لا تتوقف عن نشر الأكاذيب والفتن، وضرب بعرض الحائط الانتخابات الرئاسية المصرية النزيهة التى راقبها العالم، ولم تغير مواقفه ملايين الأصوات التى أيدت «السيسى» بأغلبية ساحقة، لكن توقفت ذاكرته عند انتخابات محمد مرسى التى فاز فيها بأغلبية بسيطة جداً فى عام 2012، بل هناك أخبار تتحدث عن فوز الفريق شفيق فى تلك الانتخابات. ينظر «أردوغان» للأمور فى مصر بعين واحدة، رغم اعتراف كل دول العالم بشرعية الرئيس عبدالفتاح السيسى، واستقرار الأوضاع فى مصر، وتنفيذ مشروعات جديدة عملاقة، خلفيته الدينية وصراع جنرالات الجيش فى تركيا على السلطة مع الحكومات الإسلامية المتعاقبة، خلق لديه عقدة من القيادات العسكرية، لكن الظروف السياسية والتاريخية تختلف فى تركيا عن مصر، ومع ذلك ينصِّب الرجل نفسه سلطاناً عثمانياً حاكماً بأمره، وقائداً لمنطقة الشرق الأوسط. زاد تسلط رجب أردوغان، ابن الأسرة الفقيرة، وخريج مدارس «إمام خطيب» الدينية، بعد 10 سنوات فى السلطة، بحسب ما ترى المعارضة التركية، واستند إلى مادة فى الدستور التركى تقر بحق الحكومة فى الحفاظ على شبابها من أى مخاطر، ليوظفها فى غير محلها، كما وظف الأحداث فى مصر لتحقيق أغراض مشبوهة، والدفاع عن مصالح خاصة.