قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإمام الشافعي حينما جاء لمصر وتعلم من تلامذة الليث بن سعد قال إن الليث أعلم من مالك إلا أن أصحابه ضيعوه، وقصروا في حقه ولم يأصلوا الأصول ويسنوا القواعد، موضحا أن الإمام أحمد بن حنبل مات 242 بعد الشافعي ب38 سنة، فالإمام أحمد بن حنبل التقى الإمام الشافعي في مكة وانبهر به ولازمه وقال عنه «لو فاتك الشافعي لفاتك خير كثير». وشرح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال لقاء ببرنامج «مصر أرض الصالحين»، المذاع على شاشة التليفزيون المصري، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل في شهر رمضان الكريم، أنّ الإمام الشافعي حين جاء لمصر استقبلوه استقبالا حافلا، مؤكدا أن السيدة نفيسة كانت سببا في دخوله مصر، ولما دخل مصر ميزه أنه مدرس ومعلم وله حلقة علم، وذهب للسيدة نفيسة وكانت ترحب به للغاية خصوصا وأنه كان بحرا في العلم. وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن الإمام الشافعي حينما جاء لمصر غيَّر وعدَّل من بعض آرائه وهو عبارة عن نضج فكري متعلق بكم ما يحصِّله الإنسان والخبرة الحياتية والمدرسة الفكرية، والشيخ محمد الخضري هو من ألمح أن الشافعي غيَّر رأيه حينما جاء لمصر، ولكنه غيَّر رأيه لاختلاف نضج الأدوات، وليس بسبب اختلاف عادات والمجتمع المصري لأنها لم تكن تختلف كثيرا عن عادات العراق في ذلك الوقت. وشرح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن أسباب ترك الإمام الشافعي العراق بعد أن استقر وأصبح وزيرا لهارون الرشيد، وكان انتشر المذهب الشافعي في العراق هذه الفترة، حيث كانت المدارس الفقهية العلمية العظمى في العالم انقسمت على قسمين، قسم يسمى بأهل الرأي وأعلى من يمثلهم هم الحنفية في العراق وقسم آخر يسمى بأهل الحديث وأعلى من يمثلهم هم الإمام مالك وجماعته في المدينةالمنورة، وأهل الحديث كانت لديهم قضية التوثيق بالسند المتصل إلى منتهاه هو الأساس، ولذلك اهتموا بعلم الحديث والدراية والرواية، ولكن بالرأي اهتموا بتوليد الصور، والتصور المبدع، فالتصور المبدع كان يشغل فكر وعقل أصحاب الرأي.