مدرس حلوان: الطالب طعنني بمطواة لأني سألته عن سبب تأخيره ورفضت حضوره "العملي"

الأستاذ عبدالرحمن: منذ 17 عاما لم تصل التجاوزات بيني وبين طالب إلى النيابة

رفض عبد الرحمن .م 34 سنة مدرس في المدرسة الثانوية الميكانيكية بحلوان، حضور طالب في الصف الثالث الثانوي تدريب عملي لمادة البرادة بسبب تأخره أكثر من ساعة، فما كان من الطالب إلا التربص بأستاذه بطريقة "سينمائية"، رواها الأستاذ قائلا "بعد خروجي من باب المدرسة فوجئت بالطالب كريم ومعه مجموعة من الشباب يقفون بجانب سور المدرسة، وعندما شاهدوني التفوا حولي وتمكنوا من شل حركتي، ثم أخرج كريم مطواة وضربني بها وفروا هاربين"، على حد وصفه.
وأوضح أستاذ عبدالرحمن أنها المرة الأولى التي يذهب فيها للنيابة بسبب مشكلة مع طالب، بالرغم من أنه يعمل مدرسا لمادة البرادة في شعبة التركيبات منذ 17 سنة، وحدث تجاوز من بعض الطلاب لكن لم تتطور إلى هذا التصرف المرفوض الذي ارتكبه الطالب كريم علي محمد 17 سنة يوم الأحد الماضي، عندما حضر في الساعة التاسعة ونصف متأخرا عن موعد الحضور أكثر من ساعة، وعندما سأله المدرس عن أسباب التأخير، برر الطالب بأن منزله بعيد عن المدرسة، ثم بدأ الطالب في الضحك بصوت عال أمام زملائه، فرد المدرس قائلا إنه حضر من منطقة المرج الجديدة قبل وصول الطلاب الذين يقيمون في نفس المنطقة الموجود بها المدرسة، ثم طلب منه الانصراف لأنه أثبت أسماء الحاضرين، لكن الطالب أصر على عدم الانصراف وانهال عليه بالسباب والشتائم حتى حضر أحد المدرسين، وأثناء استفساره عن أسباب المشكلة، أسرع الطالب مسرعا من المدرسة، واستعان بعدد من الشباب وانتظروا المدرس حتى انتهاء اليوم الدراسي، وعندما شاهدوه يسير بجانب سور المدرسة متجها إلى محطة مترو الأنفاق، اعترضوا طريقه وتمكنوا من الإمساك به وشل حركته، ثم تولى الطالب مهمة الانتقام من المدرس وطعنه بمطواة أخذها من أحد أصدقائه في ظهره، وعندما سقط على الأرض غارقا في دمائه فروا هاربين، وأكد الأستاذ أن الواقعة "لم تستغرق سوى 7 دقائق".
وأضاف المدرس أن زملاءه ساعدوه في دخول المدرسة، وأحضروا سيارة إسعاف، وتم نقله إلى مستشفى النصر العام، وأجريت له الإسعافات الأولية وبعدما استقرت حالته، توجه إلى قسم شرطة حلوان وحرر المحضر رقم 18983 لسنة2012 ، وفي اليوم التالي للواقعة حضر الطالب بصحبة نجل خاله، وعندما رفض المدرس المشرف على الأمن دخولهم لنهالوا عليه بالسباب والشتائم وحاولوا الدخول بالقوة، وتجمع المدرسون وتمكنوا من الإمساك بالطالب وتم تسليمه إلى مدير المدرسة مجدي زكريا، حتى حضر ضابط من قسم شرطة حلوان بصحبة 3 عساكر وتم القبض عليه، وأثناء عرضهما على النيابة طلبت أسرة الطالب من المدرس التنازل، وعندما رفض في بادئ الأمر تعرض للضغط منهم، الأمر الذي جعله يتنازل بعد حصوله على إيصال أمانة بمبلغ 2000 جنيه، حتى يضمن عدم تعرضهم له مرة أخرى.
يقول المدرس علاء الدين أحمد، أحد شهود العيان، "حال التعليم لن ينصلح بسبب التدني الأخلاقي، لأن الطلاب يحملون المطاوي على أنها ميداليات"، وعن الواقعة قال "عندما شاهدت الطالب الذي اعتدى على المدرس عبد الرحمن في اليوم التالي للواقعة اتصلت بالشرطة وأبلغتهم فرد عليّ أمين شرطة في قسم حلوان: إحنا مش هناجي هاتوا الولد انتم، ولم يتحرك أي فرد من قسم شرطة حلوان إلا بعد اتصال أحد المدرسين بضابط يعرفه في القسم".
وأضاف علاء "هناك العديد من حالات التجاوز من الطلاب بداية من تحدثهم بألفاظ نابيه مع بعضهم البعض، إلى دخولهم في مشادات كلامية مع المدرسين، لكن يتم احتواؤها بعد حضور أولياء أمورهم، بينما في المشكلة الأخيرة التي تعرض لها المدرس عبد الرحمن هي المرة الأولى التي يعتدي فيها طالب على مدرس بمطواه".
أما محمد عبد الفتاح وكيل شؤون الطلاب فيقول "إنه تم اتخاذ الإجراءات الإدارية مع الطالب وتم فصله نهائيا بقرار وزاري بعد رفع مذكرة بالواقعة إلى إدارة حلوان التعليمية"، موكدا أن الطالب كريم علي محمد "تم فصله 3 مرات في الصف الأول والصف الثاني بسبب الغياب، وهذه المرة كانت الأخيرة، وتم فصله نهائيا بناء على القانون الذي يسمح للطالب بإعادة قيده 3 مرات فقط خلال المرحلة التعليمية نظام 3 سنوات".