لم يزعج كريم علي 17 سنة طالب مدرسة حلوان الميكانيكية قرار فصله من المدرسة أو يشغل القرار بال أسرته، بعد أن أصبح أول طالب تفصله الوزارة هذا العام، وذلك على خلفية الواقعة التي تعدى فيها بالضرب على أستاذ له في المدرسة ردا على تصرفه معه بعنف في إحدى قاعات الدرس. بدأ كريم حديثه معترفا بضرب المدرس، "أيوه أنا ضربت الأستاذ عبدالرحمن علشان أنا صاحب حق"، موكدا أن الأسباب التي دفعته إلى الاستعانة بأصدقائه للتعدي على الأستاذ هي: معاملته السيئة واعتدائه عليه بالسباب والشتائم وضربه أمام زملائه بسبب التأخير، حسب روايته. وشرح كريم الواقعة قائلا "عندما دخلت الفصل لحضور تدريب عملي في مادة البرادة، قال لي الاستاذ عبد الرحمن: إنت غياب النهاردة. ثم سألني عن البالطو الخاص بالمواد العملية، فأخبرته: إنها الحصة الأولى وسوف أحضره في المرة التالية، لكنه رفض وطلب مني الانصراف، وأثناء خروجي من الفصل شاهدت زميلي علي، ووقفت أتحدث معه، الأمر الذي استفز الأستاذ وجعله يضربني، وعندما طلبت منه التوقف دفعني إلى غرفة بجانب ورشة البرادة وانهال علي بالضرب حتى حضر أحد المدرسين وطلب منه أن يتركني". وأضاف كريم "خرجت من المدرسة واتصلت بأصدقائي في منطقة "عرب العلو" في حلوان، وانتظرنا الأستاذ عبد الرحمن حتى خرج من المدرسة وضربته بيدي فقط وليس بمطواة كما ادعى، لآخذ حقي منه، وكان ذلك في حضور أصدقائي، الذين طلبت منهم عدم مساعدته إلا إذا تدخل المدرسون للدفاع عنه، وفي اليوم التالي ذهبت بصحبة نجل خالي إلى المدرسة من أجل تسوية الأمر، لكن أحد المدرسين عندما شاهدني ضربني ب"سلسة" وأخذني إلى مكتب مدير المدرسة، الذي قال لي إنه سيحل المشكلة، وبعد مرور قرابة نصف الساعة حضر ضابط ومعه 3 عساكر ثم أخذوني إلى قسم شرطة حلوان". وتم تحرير محضر ضد كريم بالواقعة، وأحاله اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة إلى النيابة. واشار كريم إلى أنه يعرف الأستاذ عبد الرحمن منذ عامين، "فكان يدرس له مادة البرادة، ولم تحدث منه أي تجاوزات ضد المدرس، ونجحت في مادته خلال الصف الأول والثاني، لكنني فوجئت بمعاملة سيئة في الصف الثالث". أما مصطفى محمد حسن 36 سنة، خال كريم، فيقول "ذهبت إلى المدرسة بعد معرفتي بالواقعة، وقلت للأستاذ عبد الرحمن: هو فيه مدرس بيعمل محضر في تلميذ؟، فرد: هو يستاهل. وعندما تحدثنا عن التنازل بعد أن وصل الموضوع إلى النيابة رفض الأستاذ، وأصر على أن يأخذ إيصال أمانة حتى يضمن عدم تعرض كريم له مرة أخرى، وأمام إصراره لم أجد سوى الاستجابة لطلبه حتى يخرج كريم من هذه المشكلة".