منارة إعلامية ترسل شعاعها بين أرجاء مصر والعالم العربي.. منبر التقاء رموز الإبداع وأئمة الفكر والثقافة.. وبوابة وصول الحقيقة إلى الجميع، مبنى عريق يكمن في قلب العاصمة.. وإلى أمواج مياه النيل المتجهة شمالا تتحدث جدرانه، اتحاد الإذاعة والتليفزيون.. علامة مكانية بوسط القاهرة، ارتفاعه يتجاوز العشر طوابق.. تحتوي ثناياها على ذاكرة التاريخ المصري الحديث بكل أساريره وتراثه الخالد. في أغسطس من عام 1959.. أصدر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر قرارا ببدء البناء في مبني الإذاعة والتليفزيون، وتم الانتهاء من إنشائه عام 1960؛ سنوات عديدة مرت على مبنى ماسبيرو الإعلامي، لعب خلالها دورا وطنيا وتاريخيا وصار مرجعية علمية ومهنية في فن الإعلام. يوم 13 أغسطس 1970 صدر مرسوم جديد لاتحاد الإذاعة والتلفزيون.. ينص على تقسيمه داخليا إلى 4 قطاعات، هم؛ الإذاعة.. التليفزيون.. الهندسة الإذاعية.. والتمويل، بعدها خرج "ماسبيرو" في ثوب جديد وأنجب أبرز رموز الإعلام في مصر والعالم العربي. و"هنا القاهرة".. عبارة اعتادت الإذاعة المصرية أن تفتتح بها برامجها، والتي تمثل حجر الأساس الفعلى للاتحاد في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبعد أن نجحت الطائرات الفرنسية والبريطانية فى تدمير هوائيات الإرسال الرئيسية للإذاعة المصرية خلال العدوان الثلاثى توقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال، وهنا ظهرت عبارة "هنا القاهرة من دمشق".. حيث افتتح راديو دمشق برامجه الوقوف بجانب مصر، ليصبح بديلا للإذاعة المصرية يوم الثانى من نوفمبر 1956.. وحجر الأساس لاتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري الجديد. منذ إنشاء اتحاد الاذاعة والتليفزيون وهو يُصنف كمؤسسة مستقلة لها كيان خاص بها منفصل عن سلطان وزارة الإعلام، فلم يؤثر قرار إلغاء وزارة الإعلام عقب تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، على النظام المتبع داخل هذا الصرح الثقافى الكبير.. ليظل "ماسبيرو" السراج المنير والقبلة التي يهتدي بها المثقفين والفنانين والأدباء على مر العصور.