لم تسع الدنيا فرحة «عبده»، الشاب الذي عاش 21 عاما تراوده الأسئلة عن أصله، يشغل باله سؤال «أنا ابن مين؟»، مذ كان عمره 3 أعوام، لتأتي الإجابة بعدما أصبح شابا يافعا. عبده: عشت 20 سنة مع أبويا حسن معزز مكرم قصة سينمائية تلك التي عاشها «عبده»، الذي سمّاه والده بالتبني «أيمن»، وظل في كنفه كل هذه السنوات «معززا مكرما» كما قال الشاب ل«الوطن»، لا فرق بينه وبين 4 أبناء آخرين. عثر «عبده» على والديه الحقيقيين، لكنه كشف ل«الوطن» عن أنّه لن يعيش معهما وسيظل في كنف والده بالتبني «حسن»، وفي الوقت ذاته سيحافظ على علاقته بأسرته التي وجدها بعد غياب 20 سنة. مشاعر متضاربة عاشها «عبده»، مزيج بين «فرح» لعثوره على أسرته، وقلق بشأن الأسرة التي ربّته وعاش في كنفها نحو 20 عاما، ليحسم الأمر: «أنا مش هسيبه وهفضل عايش معاه، محرمنيش من حاجة ورباني زي ولاده، وأبويا جمعة هييجي يزورني وأزوره لكن هفضل عايش مع أبويا حسن». لا يتذكر «عبده» تفاصيل الليلة التي تاه فيها عن أهله، لكنه تحدّث عن أول ليلة له في منزل أسرته الأصلية: «مبسوط وفرحان إني لقيت أهلي، الحمد لله، هنا أهلي وهنا أهلي». تعلم «عبده» صنعة الألوميتال ودرس حتى الصف السادس الابتدائي درس «عبده» حتى الصف السادس الابتدائي، ثم تعلّم «صنعة الألوميتال» التي يعمل بها، يقول إنّه يدين لوالده «حسن» الذي رباه بكل جميل صادفه في الدنيا: «رباني ومحرمنيش من أي حاجة في الدنيا، علمني وخلاني صنايعي ألوميتال، وأنا مبسوط إني عايش معاه وهعيش معاه ومش عاوز أي حاجة تاني من الدنيا». وقادت الصدفة «عبده» للعثور على أسرته، بعد أن تاه طفلا عن أسرته التي بحثت عنه في كل مكان، حتى وصلت أسرته إلى شخص في قرية الميمون بمحافظة بني سويف، قالوا إنّ «لديه طفل ضائع»، وحين وصلت الأسرة وجدت شابا يافعا فعادت أدراجها، وحين عاد الرجل إلى قريته «اللشت» في محافظة الجيزة، روى ما شاهده في بني سويف، ليكتشف في النهاية أنّ الشاب هو «عبده» الذي تاه عن أسرته قبل 20 عاما».