"اللعنة على طرق الموت، وأين المسؤولين من هذه الكوارث؟"، سؤال واحد يبحث عن إجابته أهالي بني مزار وعزبة شاهين وحي الخشابة، وقرى تلة وطهنا الجبل ومنشأة الذهب القبلية والعمودين وصفط الخمار، الذين امتلأت أعينهم بالسواد حزنا وألما على فراق أبنائهم في حادث الطريق الصحراوي المروع. وعاشت قرية تلة تحديدا ليلة ظلماء، لأنها فقدت 3 من زهور شبابها، بالإضافه إلى 5 مصابين. ويقول حسين ضبيع (40 سنة)، مأمور ضرائب، إن الحادث فجع القرية في 8 من شبابها ما بين ميت ومصاب، كانوا في طريقهم إلى حفل زفاف صديقهم بأسيوط. ويؤكد عادل محمد زيد، مدرس بقرية العمودين بسمالوط، والتي ودعت 3 أشقاء من أسرة واحدة لقوا حتفهم في الحادث، إن طرق المنيا تثير الاشمئزاز، وتحولت إلى نعوش تنتظر سقوط الأبرياء، فأغلبها غير مضاء، وجميع الطرق الفرعية التي تربط بين القرى والمدن غير ممهدة وتنتشر بها الحفر والمطبات. واجهنا المهندس شعراوي خلف، مدير عام مديرية الطرق والنقل بالمنيا، بهذه الحقائق، فأجاب قائلا: "حوادث الطرق شيء يبكي، والسبب الحقيقي لتكرراها انتشار المطبات وسلوكيات السائقين الخاطئة، فالمطبات منتشرة على الطريق الزراعي مصر - أسوان زي الأرز، وعندما نقوم بإزالة مطب واحد ندخل في مواجهات عنيفة مع الأهالي، ولنا أن نتصور أن المئات من الأهالي بالقرى يخرجون ليل نهار لقطع الطرق مطالبين بإنشاء المطبات، ولن ننجح أبدا في إزالة جميع المطبات بدون قوات من الشرطة، وأيضا يجب شن حملات توعية للسائقين لتغيير ثقافتهم المرورية، مع ضرورة إجراء كشف طبي دوري عليهم". وكانت تحريات البحث الجنائي بالمنيا حول الحادث قد كشفت وقوع التصادم بين السيارتين 4853 (ن س أ) ميكروباص، قيادة ملاك مجدي لمعي (40 سنة)، سائق ويقيم بقرية صفط الخمار، والسيارة 4385 (ي ص ج) ميكروباص، لم يتم تحديد سائقها حتى الآن، وتبين أنه أثناء سير السيارة الأولى بالطريق الصحراوي الشرقي بالقرب من كمين الصفا، قادمة من مدينة المنيا شمالا ومتجهة إلى أسيوط جنوبا، اختلت عجلة القيادة بيد السائق، ما أدى إلى انحرافها واصطدامها بالسيارة الثانية القادمة من الاتجاه المقابل. انتقل فريق من النيابة العامة لمعاينة موقع الحادث والسيارتين المنكوبتين، وتبين تحطمهما بالكامل، وتم إزالة آثار الحادث وتسيير حركة المرور، وأمر هشام السيد، مدير نيابة مركز المنيا، بانتداب مهندس فني من إدارة المرور لفحص الحادث ورفع تقرير عن سببه وكيفية ووقت حدوثه للنيابة.