لمن لا يعلم، فإن ههههههههه هى الطريقة «الفيس بوكية» للتعبير عن الاستغراق فى الضحك.. وهذا هو حالى كلما قرأت أو شاهدت أو سمعت من يدعو إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الغربية، والأمريكية منها على وجه الخصوص! أما لماذا أضحك، فإنها المفارقة العجيبة الغريبة، التى لا ينتبه إليها دعاة المقاطعة، وهى أنهم لا يستطيعون الدعوة إلى مقاطعة البضائع الغربية إلا عبر وسائل اخترعت جميعها فى الغرب واستوردناها وما زلنا نستوردها من هناك.. ههههههههه. الميكروفونات التى يقف أمامها دعاة مقاطعة الغرب مصنوعة فى الغرب والكاميرات التى يقفون أمامها مصنوعة هناك والمطابع التى تنقل تصريحاتهم إلى الجرائد مصنوعة فى الغرب. أما الجالسون خلف شاشات الكمبيوتر فى بيوتهم ويدعون إلى مقاطعة المنتجات الغربية فأولى بهم ألا يجلسوا أمام شاشات الكمبيوتر التى اخترعها الغرب، إنهم لا ينتبهون وهم يستخدمون الفيس بوك فى الدعوة لمقاطعة البضائع الأمريكية إلى أن الفيس بوك اختراع أمريكى.. ههههههههه. عندى اقتراح جيد لأصحاب هذه الدعوات الوهمية، هو أن نتجمع جميعا فى العالم العربى من المحيط إلى الخليج فى وقت واحد ونتوجه بالدعاء إلى الله تعالى ألا يقرر الغرب مقاطعتنا ووقف التصدير إلينا.. ههههههههه.. حيث إنه لو فعل ذلك لحرمنا فى لحظة واحدة من القمح والسكر واللحوم والألبان وباقى المواد الغذائية التى يصدرها إلينا، وحرمنا من السلاح الذى ندافع به عن أنفسنا (أو نقتل به بعضنا بعضا)، وحرمنا من وسائل النقل الحديث (طائرات وسفن وقطارات وسيارات نقل البضائع والركاب)، بالإضافة إلى سيارات الإسعاف والمطافئ والشرطة، يستطيع الغرب إذا قاطعنا أن يحرمنا أيضاً من جميع مستلزمات الطب الحديث، من أول الشاش والقطن والأدوية وحتى غرف العمليات وأجهزة الكشف والأشعة والتحاليل، وصولا إلى الخيط الذى تجرى به العمليات الجراحية وليس انتهاء بالأطراف الصناعية. يستطيع الغرب -الذى يجب أن ندعو الله ألا يقاطعنا- أن يحرمنا من آلات الغزل والنسيج ومن تكنولوجيا البحث عن المعادن وتصنيعها ومن تكنولوجيا استخراج البترول والغاز، ومن آلات جميع أنواع المصانع ومن الجرارات الزراعية ومن المبيدات، ومن أوناش البناء العملاقة التى تستخدم فى مشاريع البناء الكبرى، التى كانت إضافتنا الوحيدة الخاصة بها، أننا فعلنا مالم يفعله الغرب نفسه وهو أن منا من استطاع أن «يسرق الونش» دون أن يظهر مرة أخرى.. ههههههههه.