تتر «السبع وصايا»: غناء صوفى على أنغام «الروك»

تناول تتر مسلسل «السبع وصايا» فكرة مختلفة تقدم فى الدراما لأول مرة، وهى الغناء الصوفى على نغمات موسيقية حديثة، فتتر المسلسل عبارة عن أبيات للشاعر الصوفى محيى الدين بن عربى، تتلى بطريقة غنائية تشبه الغناء الصوفى، وخلال الحلقات الأولى من المسلسل لم تكن الكلمات مفهومة لدى عدد من المشاهدين، وظهر ذلك فى تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعى الذين تساءلوا عن معنى التتر «فللهِ قومٌ فى الفراديسِ مذ أبتْ قلوبهم أن تسكن الجوَّ والسما.. ففى العجلِ السرُّ الذى صدعتْ له رعودُ اللظى فى السفلِ من ظاهر العجى.. وأبرقَ برقٌ فى نواحيهِ ساطعٌ يجلّلُهُ من باطنِ الرجلِ فى الشوى.. فأولُ صوتٍ كان منه بأنفه فشمته فاستوجبَ الحمدَ والثنا.. وفاجأهُ وحىٌ من اللهِ آمرٌ وكان له ما كان فى نفسه اكتمى.. فيا طاعتى لو كنتِ كنتُ مقرباً ومعصيتى لولاكِ ما كنتُ مجتبى.. فما العلم إلا فى الخلافِ وسرِّه وما النورُ إلاَّ فى مخالفةِ النهى»، هى كلمات التتر الذى قال عنه محمد أمين راضى، مؤلف المسلسل: «أردنا تقديم شكل موسيقى مختلف يخدم قصة المسلسل المختلفة، فكان ذلك من خلال أبيات الشاعر الصوفى محيى الدين بن عربى». التتر بحسب «راضى» ليس غريباً أو بلا هدف، بل له ضرورة درامية حيث يتعلق بحدث معين سيقع فى المسلسل ويتطلب شكلاً غنائياً مختلفاً: «الحكاية بدأت بأن اتفقنا أنا والمخرج خالد مرعى، وهشام نزيه، المؤلف الموسيقى، على تقديم شكل موسيقى مختلف فى المسلسل، ويتم اختيار أشعار قديمة صوفية لتناسب حالة الصراع التى تظهر فى المسلسل، وتم إسناد مهمة اختيار الأشعار لى، فقررت أن تكون لمحيى الدين بن عربى لأن معظم أشعاره تعكس حالة من الجدل وتصب فى المعنى الدرامى للمسلسل، وهى تتكلم عن الخطيئة الأولى للإنسان وهى الخروج من الجنة». لم يكتف فريق عمل المسلسل بأشعار محيى الدين بن عربى التى قدموها فى ثلاث أغانٍ هى «الفراديس»، و«طلبت ذلول»، و«إذا بالقرع»، ولكنهم استعانوا فى أغنية «الوسيلة» بأشعار الإمام محيى الدين عبدالقادر الجيلانى، وأغنية «بكت عينى» من أشعار جلال الدين الرومى و«لى حبيب» من أشعار الحلاج، وأغنية «من قام يهتف» من أشعار محمد إقبال، وأغنية «يا من يشير» أشعار نجم الدين بن إسرائيل، وحسب «راضى» فإن معظم تلك الأشعار تنتمى إلى العصر العباسى، دون أن ينفى جرأة استخدام موسيقى «الروك» من قبَل هشام نزيه فى المسلسل كخلفية لأبيات ابن عربى، ولكنها على العكس أضفت جزءاً من الواقعية والحداثة على التتر الذى اعتمد على الغناء الصوفى.