اتشحت قرية «بذان»، التابعة لقرية السلام بمركز بلبيس فى الشرقية، مساء أمس الأول، بالسواد، حزنا على «محمد حسن دياب»، 35 سنة، سائق، الذى لقى مصرعة بعد أربعة أيام من محاولات إسعافه بمستشفى العجوزة بالقاهرة بعد إصابتة بطلق نارى بالرأس على يد ضابط بمركز شرطة بلبيس فى حفل عرس بسبب الخلاف على أولوية المرور. «راح اللى كان بيصرف علينا وسندنا فى الدنيا».. ظلت زوجة المجنى عليه تردد هذه العبارة بقلب يعتصره الألم، وقالت سمية، البالغة من العمر 25 سنة: تزوجت محمد منذ 6 سنوات وأنجبنا طفلين هما نورهان، أربع سنوات، ورائد، عامين، وكان محمد يأمل فى تربية ولديه تربية صالحة وإتمام تعليمهما حتى يحصلا على الشهادات الجامعية. وتابعت أنها لم تكن تتوقع له هذه النهاية، مشيرة إلى أن أكثر من خمسة مستشفيات رفضت استقباله؛ حيث حمله الأهالى عقب إصابته بالطلق النارى فى محاولة لإنقاذه وتوجهوا لمستشتفى بلبيس المركزى ثم مستشفى الأحرار ومستشفى جامعة الزقازيق، إضافة لمستشفى التيسير والعبور وهى مستشفيات خاصة، ورفض جميعهم استقباله، واستمر ذلك من الساعة الثانية ظهرا حتى الحادية عشرة ليلا إلى أن استقبله مستشفى العجوزة بالقاهرة بعد تدخل الشرطة. وأضافت أنها لم تفارق زوجها طوال الأربعة أيام التى قضاها فى المستشفى ولم تفعل شيئا سوى الدعاء له رغم تأكيد معظم الأطباء أن موته مسألة وقت. وبكت الزوجة وهى تؤكد أن زوجها كان مصدر رزقهم الوحيد، خاصة أن شقيقه الأكبر توفى منذ عدة سنوات وشقيقه الآخر محمود، 23 سنة، مجند بالجيش وكان محمد هو الذى يقوم بالإنفاق عليهم جميعا. وتساءلت الزوجة: ماذا سنفعل؟ ومن سيقوم بتربية ولدىّ ودفع مصاريف العلاج الخاصة بوالدته الحاجة صابرين البالغة من العمر 55 عاما والمصابة بمرض الكبد وفقدان السمع والنطق؟ وجلست والدته غير قادرة على التحدث ولا تصدر أى فعل تعبر عما بداخلها من الألم والحزن سوى الدموع التى تنهمر من عينيها. بينما أصيبت شقيقته الصغرى ياسمين، 16 سنة، بحالة من الذهول وعدم تصديق ما حدث وأنها لم تفقد شقيقها فحسب، وإنما فقدت والدها أيضا؛ حيث كان يمثل شقيقها لها الأب الذى حرمت منه منذ عدة سنوات. وأضافت: «محمد مش أخويا، محمد كان أبويا وكل اللى لى فى الدنيا، كان حمايتى وسندى وما كانش لى فى الدنيا غيره» وانخرطت فى البكاء لتصاب بعد ذلك بحالة من الإغماء ويتجمع أهلها حولها من أجل استعادة وعيها مرة أخرى. وأثناء ذلك كانت تجلس الطفلة مروة، 12 عاما، ابنة عم المجنى عليه فى أحد أركان حجرة منزل المجنى عليه، وهو منزل بسيط يتكون من طابق واحد، منخرطة فى البكاء قائلة هى الأخرى: «كان أبويا بعد ما أبويا مات، ولما كنت أحتاج حاجة كنت أطلبها منه». أما شقيقه محمود، الذى حضر من الجيش فور وفاة شقيقه، فحاول التماسك والصمود أمام الأهالى قائلا لهم: «مش عاوزين أى شغب ولا أى تجمهر أمام القسم، وحقنا هناخده بالقانون» وذلك بعد غضب الأهالى مطالبين بالقصاص من الضابط. كان اللواء محمد كمال جلال قد تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة بلبيس بإصابة المجنى عليه بطلق نارى على يد معاون مباحث المركز النقيب أحمد حبشى أثناء عودته من فحص بلاغ سرقة فيلا بطريق كفر أيوب.