لم يتوقع شاب فى مقتبل العمر، أن يدفع عمره ثمن شهامته، ولم يتخيل انه لن يرى وليده، الذى لم يتخط الشهر من العمر بعد ذلك، وأن عروسه التى لم تكمل عامها الأول معه ستستبدل اللون الأسود بالثياب البيضاء، بعدما فارق الزوج الحياة أثناء مروره مصادفة فى مشاجرة بالأسلحة النارية بين عائلتين استمرت قرابة 6 ساعات متواصلة، لم تتوقف حتى انطلاق مدفع الإفطار، وأثناء ذلك شاهد المجنى عليه سيدة عجوزا تسقط أرضا، وقد انكشفت عورتها، وعندما تحركت الشهامة بداخله وأسرع إليها ليرفعها من فوق الأرض، كانت رصاصة طائشة تنتظره ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعدما استقرت فى رأسه. التقى "اليوم السابع" بأهالى الضحية "عيد عبد الفتاح (26 سنة) سائق، وسرد والده تفاصيل الوقعة كاملة منذ أن سمع أصوات صراخ النساء يخالط أذان المغرب، وعندما خرج لاستطلاع الأمر وجد الأهالى يحملون نجله "عيد" بين أيديهم غارقا فى دمائه، ليتم نقله إلى مستشفى قصر العينى، ومنها إلى مستشفى خاص ثم إلى مستشفى العجوزة ليلفظ أنفاسه الأخيرة به. وأضاف والد الضحية، أن نجله هو الأوسط لثلاثة ذكور ومتزوج منذ أقل من سنة، بالإضافة إلى أنه كان يحتفل بأسبوع ابنه "محمود" منذ أيام، إلا أن رصاصة غدر حولت الأفراح إلى أحزان ليتم استبدال الملابس السوداء بالثياب البيضاء ويتحول الضحك إلى بكاء ونحيب على شاب قتل فى زهرة العمر، فى وقعة لم يكن له فيها جمل ولا ناقة، ولم يقترف ذنبا سوى محاولته مساعدة سيدة عجوز على النهوض من الأرض بعدما سقطت مغشيا عليها من هول دوى الرصاص بالمنطقة ليسقط هو بجوارها وسط بركة من الدماء. "دموع وأحزان" عناوين مرسومة على وجوه أسرة الضحية، فالأم تلازم الفراش من شدة الموقف، والزوجة تندب حظها على عريسها الذى لم تهنأ به بعد، وعلى نجلها الذى لم يعرف والده بعد وكانت آخر علاقته به الاحتفال بال"سبوع"، بينما حاول الشقيقان تمالك أعصابهما لتلقى العزاء مستسلمين للقضاء والقدر. كان اللواء عابدين يوسف، مدير أمن الجيزة، تلقى إخطارا من العميد حسن عبد الهادى مأمور مركز شرطة أوسيم بتبادل إطلاق الرصاص الحى بين قريتى "القراطيين وبرطس"، مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة 8 مواطنين من الطرفين، وأفادت تحريات رجال المباحث أن احد الباعة من قرية برطس تحرش بفتاة من القراطيين أثناء شراء بعض الخضراوات منها، فاستعانت بأهلها، وأثناء معاتبتهم للبائع اندلعت مشاجرة بين الطرفين بعد أن استنجد البائع بأهلة أيضا، وتراشق الطرفين بالحجارة منذ الساعة الثانية ظهرا ولمدة ساعة، إلا أن الأمر تطور إلى تبادل إطلاق الرصاص من بنادق آلية بصورة عشوائية حتى أذان المغرب الذى أجبر الطرفين على توقف إطلاق النار ليكتشف الطرفان أن هناك 10 مواطنين غارقين فى دمائهم بينهم قتيلين و8 مصابين، بينما كان"عيد" هو قتيل "الشهامة".