تتواصل حكايات "ألف ليلة وليلة" على لسان "شهر زاد"، التي تسرد من القصص الشعبي أساطير وروايات، ويأتي دور "معروف الإسكافي" أبرز أبطال الليالي العربية، فيُحكى عن فقره وزوجته السليطة، والتي أذاقته من العذاب ألوانًا، إلى أن أصبح غنيًا وتبدَّل الحال. حكاية "معروف الإسكافي"، والتي ترجمت على يد المستشرق الفرنسي أنطوان جالان عام 1704م، تحوَّلت إلى مجموعات قصصية وروايات، وسيناريوهات في الأفلام والمسلسلات، في مصر ودول عربية وغربية، كما أنها عرضت في بعض البلاد كمسرحية، إلا أن الإذاعة المصرية كانت أبرز راوٍ للحكاية، عندما عرضتها ضمن سلاسل "ألف ليلة وليلة" الشهيرة، بصوت شهرزاد الإذاعة "زوزو نبيل". وبالعودة إلى حكاية "معروف"، في قصص "ألف ليلة وليلة"، تقول "شهريار": "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد، أن معروف الإسكافي تجده الرجل الفقير الغلبان، الذي عاش في أصفهان، يعمل في صناعة الأحذية مع أبيه، حتى تزوج من امراة سليطة اللسان، تذيقه العذاب ألوان، وتطلب منه كل يوم مزيدًا من الأموال، وتحمله ما لا يطيقه إنسان". وتتواصل الحكاية: "فيقرر معروف الإسكافي الهرب منها، وأن يكون المحيط حاجزًا وواقيًا له منها، فيركب السفينة لكنها تتحطم من أثر الريح، ويجد نفسه فى جزيرة بعيدة، يستقبله سكانها بترحاب، ويصبح تاجرًا مشهورًا بعد أن ذاق العذاب، بعدها يجلب التجارة إلى الجزيرة، ما يثير غيرة الأمير حسن، أمير الجزيرة، فيقرر أن يتقصى أمره، ويتوصل إلى زوجته فرحانة، ويبلغها بما صار عليها حال زوجها، فتلحق به في الجزيرة، وتسبب له المتاعب الكثيرة، إلا أنه يلقنها درسًا، فتتحسن أخلاقها، وتقرر أن تسير فى طوعه، ولا تتمرد عليه كسابق عهدها".