سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الضحية الثانية لاشتباكات السفارة الأمريكية بائع صحف وشقيق وحيد ل«6 بنات» والدة الضحية تعرفت على جثته فى المشرحة.. والقتيل كان فى طريقه لمتعهد الصحف بالميدان
تعرفت أسرة القتيل الثانى لأحداث السفارة الأمريكية على جثته فى مشرحة زينهم أمس، وتبين أن الضحية من منطقة فيصل ويعمل بائعاً للصحف مع والدته، وأنه كان فى طريقه إلى ميدان التحرير وبالتحديد إلى «رمضان» أشهر بائعى الصحف فى القاهرة؛ للحصول على حصته من الصحف والعودة بها مرة أخرى إلى فيصل، وأكد تقرير الطب الشرعى أنه تلقى رصاصة فى البطن أنهت حياته. الضحية هو الشاب إسماعيل ناصر إسماعيل 17 سنة المقيم فى شارع العشرين بفيصل وذهب يوم الجمعة كعادته لشراء الصحف من متعهد التوزيع رمضان فارس، بمنطقة التحرير إلا أن حظه العثر قاده للذهاب فى وقت كانت فيه اشتباكات السفارة الأمريكية مشتعلة لتستقر «طلقة خرطوش» فى جسده وتنهى حياته أصابته فى الصدر والبطن. حاول الموجودون بالطريق حمله ونقله بسيارة الإسعاف إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة قبل وصوله، فتم نقله إلى مشرحة زينهم، ولعدم حمله أى أوراق تدل على شخصيته تم وضعه فى ثلاجة العرض وسط الجثث المجهولة، وذهبت أسرته إلى المشرحة أمس الأول فى محاولة للعثور عليه، لتفاجأ به والدته وسط الجثث المجهولة وتتعرف عليه. «الوطن» التقت «ميرفت عبدالرحمن طه»، 45 سنة بائعة جرائد، ووالدة الضحية.. قالت إن «إسماعيل» هو نجلها الوحيد «على 6 بنات»، هم: ياسمين 26 سنة، ورغدة 13 سنة، وأحلام 10 سنين، وتغريد 11 سنة، وندى 16 سنة، وحنان 18 سنة.. وأضافت: «إسماعيل دخل المدرسة وكان بيحلم إنه يكون ظابط، عشان يحمى إخواته من غدر الزمان، ويكون ليهم سند، وتفوق فى الدراسة، لكن القدر منعه من تكميل تعليمه بعد ما أبوه جاله مرض نفسى خلاه يسيب البيت ويعيش فى الشوارع، ويسيب وراه ولاده السبعة». «أصبحت مضطرة أن أخرج لسوق العمل - الكلام للأم - عشان أدور على رزقى ورزق عيالى، واشتغلت ببيع الجرايد، فى مكان جنب البيت اللى عايشين فيه، والجيران ساعدونى ووقفوا جنبى ضد البلطجية، لغاية ما إسماعيل قرر إنه يسيب المدرسة ويساعدنى فى الشغل بعد ما أخد الابتدائية». أضافت الأم أن ابنها كان يذهب إلى «رمضان فارس» المتعهد ببيع الجرائد فى التحرير كل يوم فى ساعة متأخرة من الليل حتى يأتى بحصتهما من الجرائد وأصبح اسماعيل الابن والأخ والزوج، ولم يعش سنه مثل أصدقائه، وذلك لتحمله المسئولية قبل الأوان، وكان يقول لوالدته إنه يشعر بأن أخواته مثل بناته. وعن يوم الواقعة قالت إنها يوم الجمعة الماضية أعطته 10 جنيهات وطلبت منه أن يشترى سندوتشات له لأنه مفيش عشاء فى البيت وبعد ذلك يذهب لشراء الجرائد من المتعهد فى التحرير، وانتظرته كثيراً، وذهبت إلى التحرير فى الصباح وسألت المتعهد ووجدت اشتباكات فى محيط السفاره الأمريكية ومسجد عمر مكرم، وسألت عنه فى الأقسام والمستشفيات ولم يخطر فى بالها أن تذهب إلى المشرحة، لأنها كانت تستبعد فكرة موته. أضافت الأم أنها عادت إلى فرش الصحف، وعرفت أنه قتل اثنان فى اشتباكات السفارة الأمريكية فى التحرير، وعلى الفور ودون تردد ذهبت إلى مشرحة زينهم لتجد إسماعيل فى ثلاجه الموتى، فسقطت على الأرض مغشياً عليها، ولما أفاقت وتأكدت منه، استلمت جثته. ياسمين ناصر (26 سنة) شقيقة الضحية قالت إنها اليوم شعرت ب«اليتم» ولا يوجد لها «ضهر فى الدنيا»، واليوم فقدت الأخ والأب والسند. وأكدت ماجدة إبراهيم محامية وابنة خال الضحية أن الداخلية صرحت بأنه كان يحمل «خرطوش» وأكدت أنه بلطجى، وهذا كلام غير صحيح، لأن صغر سنه يؤكد كذب الداخلية، لأنه طفل ووحيد على 6 بنات فمتى وكيف أصبح بلطجياً، وللأسف الداخلية رغم ما حدث لها أيام الثورة لم تتغير وهى الآن تسلك نفس الطريق القديم وقت النظام السابق.