ورث الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التعليم، ملفات ثقيلة وأزمات تراكمت منذ 60 عاماً، لكنه كان قادراً على مواجهة كل الأزمات ومحاربة ملفات الفساد، ووضع أمامه هدفاً واحداً، وهو تنفيذ استراتيجية طموحة لتطوير المناهج الدراسية للتعليم قبل الجامعى بما يتناسب مع متطلبات العصر، كما وضع خطة لاختيار وانتقاء المعلمين بناء على معايير جودة المعلم، وتحسين الحالة المادية له، والاهتمام باللغة الأم والعلوم، والرياضيات، واللغات الأجنبية، وعلوم الحاسب الآلى وتكنولوجيا المعلومات، كما اهتم الوزير بالأنشطة الطلابية، وعمل على تحقيق المرونة والتكامل بين التعليم الثانوى العام والفنى، والأزهرى، وتطوير المرحلة الثانوية من خلال تحديث المناهج واعتمادها على التفكير وليس الحفظ. كان الملف الأكثر إلحاحاً على الدكتور محمود أبوالنصر، هو مواجهة «أخونة» الوزارة خلال فترة تولى الدكتور إبراهيم غنيم حقيبة التعليم فى عهد الإخوان، واستطاع أبوالنصر أن يكشف عن 53 قضية تم إحالتها جميعاً للنائب العام، كما حصر أبوالنصر المدارس التابعة للإخوان ووضع عدداً كبيراً منها تحت الإشراف المالى والإدارى للوزارة، وعدّل بعض المناهج التى كانت تحتوى على أفكار متطرفة فى عهد الإخوان، وتم إعدام عدد كبير من الكتب التى تحوى هذه الأفكار. وتعامل أبوالنصر مع المشكلات التى واجهت الوزارة والمدارس بهدوء شديد، كما وجّه الدعوة للمخترع الصغير الذى سافر للولايات المتحدة بالعودة إلى مصر، بلده، لأنها تحتاج إليه، مؤكداً أنه سيحظى بكل أوجه الرعاية والاهتمام والمساعدة حتى يستمر فى إبداعاته. وُلد أبوالنصر فى عام 1953 وتخرّج فى كلية هندسة عين شمس عام 1975 وحصل على الماجستير من نفس الكلية فى 1981 وحصل على الدكتوراه من إنجلترا فى 1986. أبوالنصر له أكثر من 50 بحثاً علمياً فى مجال الهندسة وله 4 اختراعات هندسية مسجّلة، وهو ممثل اليونيسكو للتعليم الفنى بشمال أفريقيا. كما أنه عمل لمدة عامين رئيساً لقطاع التعليم الفنى بوزارة التربية والتعليم وضع خلالهما استراتيجية محكمة للتعليم الفنى وتطويره وأبرم العديد من الاتفاقيات مع الاتحاد الأوروبى والمنحة الأمريكية لتطوير التعليم الفنى فى مصر، كما أنه كان صاحب فكرة «التابليت» التعليمى، حيث كان قد بدأ تجربته فى المدرسة الصناعية بشبرا الخيمة، وصاحب مشروع إصلاح التعليم الفنى وفكرة الهيئة القومية للتعليم الفنى. يُذكر أن أبوالنصر كان قد استقال من منصبه كرئيس لقطاع التعليم الفنى بوزارة التربية والتعليم احتجاجاً على تمكين الإخوان فى الوزارة فى عهد غنيم.