سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤتمر «المضاعفات»: القسطرة العلاجية أصبحت بديلاً عن عمليات القلب المفتوح مع فترة نقاهة أقل د. وفاء العروسى: أهم مميزات القسطرة العلاجية أنها تتم فى أحيان كثيرة من خلال تخدير موضعى
القلب أهم عضو فى جسم الإنسان، فهو حيوى لقيام الجسم البشرى بوظائفه بصورة جيدة، ويدخل القلب فى كل العمليات الوظيفية التى تتم داخل الجسم، وعندما يمرض القلب تمرض معه عدة أعضاء مهمة فى الجسم، والأطباء محاولاتهم مستمرة كى يجدوا أفضل الوسائل العلاجية لكافة أمراض القلب الخطيرة، ومن هنا كانت أهمية المؤتمر السنوى السادس لطب قسطرة القلب هذا العام الذى حمل عنوان «مضاعفات القسطرة التداخلية» والذى نظمه قسم القلب والأوعية الدموية بكلية طب قصر العينى. يقول ل«الوطن» أ. د. محمد محمود عبدالغنى، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية طب قصر العينى، إن مؤتمر هذا العام يتميز عن باقى المؤتمرات فى أنه يحتوى على مجموعة من الحالات المختلفة ويضم حشداً من الأطباء من كافة المحافظات، أى أن كل العاملين فى مجال القسطرة حضر المؤتمر كى يقدم حالة من حالات القسطرة التى يتعرض لها الطبيب أثناء إجرائه القسطرة القلبية فضلاً عن المضاعفات التى يمكن أن تحدث للمريض داخل غرفة القسطرة. ويضيف «عبدالغنى»، رئيس المؤتمر، أن مؤتمر هذا العام لأول مرة ناقش القسطرة القلبية فى الشرايين التى تغذى المخ، كما ناقش أيضاً المضاعفات الممكنة فى حالة تركيب الصمام من خلال القسطرة. وينوه «عبدالغنى» بأن القسطرة لم تعد قسطرة تشخيصية فقط، بل امتد دورها إلى قسطرة علاجية أيضاً، والمعروف أن القسطرة التشخيصية هى عبارة عن إجراء طبى يتم تحت تخدير موضعى ويجرى خلاله تصوير الشرايين التاجية للقلب، ويساعد هذا الفحص فى اكتشاف تصلب شرايين القلب بما فى ذلك وجود أى انسداد أو ضيق فى الشرايين التاجية، فالقسطرة تساعد على تشخيص تصلب الشرايين، وعن دور القسطرة القلبية يوضح «عبدالغنى» أن القسطرة القلبية لها أهمية كبيرة الآن فى علاج أمراض القلب، خاصة مرضى قصور الشرايين التاجية وعلى وجه الخصوص المرضى الذين يعانون من الذبحة الصدرية غير المستقرة والاحتشاء القلبى الحاد، فتساعد القسطرة القلبية فى التشخيص وذلك من خلال التوسيع البالونى واستخدام الشرايين التاجية، وقد أسهم كل ذلك فى تقليل معدلات الاحتشاء القلبى الحاد وانخفاض نسبة المضاعفات الكثيرة التى تترتب على الإصابة بمرض قصور الشرايين التاجية. وعن ماهية القسطرة العلاجية ودورها فى علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، تقول ل«الوطن» أ. د. وفاء العروسى، أستاذ ورئيس قسم القلب، كلية طب قصر العينى، إن القسطرة العلاجية تنقسم إلى 3 أنواع: القسطرة التى يتم من خلالها تركيب دعامات لفتح صمام ضيق الشرايين التاجية، القسطرة التى يتم وضع دعامات لشرايين أساسية مثل الشريان الأورطى، القسطرة التى تقوم بسد الثقوب، حيث يكون هناك عيب خلقى فى صمامات القلب أو قناة شريانية يتم غلقها مثلاً بعد الولادة، كما أنها يمكن أن تعالج أمراض الشريان الكلوى والشرايين الطرفية. وعن مميزات القسطرة العلاجية تقول «العروسى» إن القسطرة لها فوائد عديدة، وأصحبت الآن تغنى بشكل كبير عن إجراء عمليات جراحية وإجراء عمليات قلب مفتوح، حيث تطورت الوسائل المستخدمة فى القسطرة حتى إنها أصبحت بديلاً للعمليات فى كثير من الأحيان، ومن أبرز مميزات القسطرة أن مدة إجرائها قصيرة جداً بالمقارنة بمدة إجراء العمليات الجراحية، كما أن المريض يستطيع الخروج من المستشفى فى اليوم التالى، والأهم من ذلك أنه فى أحيان كثيرة يتم استخدام تخدير موضعى وليس كلياً، الأمر الذى يقى من الكثير من مضاعفات التخدير الذى أحياناً ما يضر بعض المرضى المصابين بأمراض أخرى بخلاف أمراض القلب، وتؤكد «العروسى» أن القسطرة العلاجية يمكن أن تحل محل عمليات القلب المفتوح فى الكثير من الحالات بل يكون مستيقظاً، ويتم توسعة أى شريان فى اليد أو الرجل بواسطة بالونة، والوصول من خلال هذا الشريان إلى القلب والتعامل معه. أما جراحات القلب المفتوح فيتم فيها منح المريض تخديراً كاملاً ويتم فتح الصدر وتثبيط نبض القلب مؤقتاً الذى لا بد أن يتم بمنتهى الحرص، فضلاً عن أن فترة النقاهة بعد إجراء العملية الجراحية يجب أن تتراوح بين ثلاثة أيام وخمسة، وأحياناً عندما يكون هناك شرخ تمتد فترة النقاهة لمدة تصل إلى شهر عند بعض المرضى، وذلك على عكس فترة النقاهة بعد إجراء القسطرة التى لا تتجاوز ال48 ساعة. أما عن الأسباب المؤدية لأمراض القلب، يقول ل«الوطن» أ. د. مجدى عبدالحميد، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية، كلية طب قصر العينى، إنه يوجد عوامل خطورة يجب على كل الأشخاص أن ينتبهوا لها، وهى تتلخص فى السمنة والوزن الزائد، والإصابة بمرض السكرى، وارتفاع ضغط الدم، والإهمال فى ضبط مستواه، وارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم، والدهون الثلاثية، والتدخين، ويعتبر التوتر والانفعال عاملاً مساعداً للإصابة بالجلطات ولكنه وحده لا يؤدى إلى حدوث جلطة، فالتوتر يمثل جزءاً من عوامل الخطورة وليس عاملاً وحده. ويضيف «عبدالحميد»، مقرر عام المؤتمر، أن من ضمن عوامل الخطورة أيضاً العامل الوراثى، الذى يلعب دورا أيضاً فى الإصابة بأمراض القلب، فيجب أن يتوخى الحذر من كان والده أصيب فى سن صغيرة بأحد أمراض القلب أى قبل سن ال55، أو أن تكون والدته أصيبت قبل سن ال65، فهذا الشخص إذن يعد ضمن قائمة الأشخاص المحتمل إصابتهم بأحد أمراض القلب. وينبه «عبدالحميد» إلى خطورة عدم التعامل سريعاً مع الجلطات الحادة فى القلب، حيث إنه يجب توسيع الشرايين فوراً وتركيب دعامة فى أول تسعين دقيقة من الألم، وذلك حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة، فيجب إنقاذ المريض وفتح الشرايين كى تتم المحافظة على عضلة القلب وحمايتها من الضعف. وينصح «عبدالحميد» كل من يشعر بألم شديد يبدأ من الصرة حتى منطقة الزور أن يتوجه فوراً إلى الطبيب، فأى ألم فى هذه المنطقة ينذر بوجود مشكلة ما، وليس فقط آلام الصدر كما يعتقد الكثيرون. وخرج المؤتمر بتوصيات عديدة، أهمها أن الأطباء الشباب يجب أن يقوموا بممارسة الكثير من حالات القسطرة التشخيصية والعلاجية، وشددت التوصيات أيضاً على ضرورة حضور المؤتمرات والتجمعات العلمية التى تقام داخل وخارج مصر، هذا بالإضافة إلى ضرورة أن يقوم الطبيب بتمضية فترة معقولة من التدريب داخل أحد المراكز المتخصصة.