له في الطور، وله في الطحين، ونَقبه لم ير الشونة أبداً، بل يرى الثروة نفسها، فهو الكيّال الوحيد لكل فولة في البلد، ولكل محاصيل المزارعين الواردة للوزارة. بدأ رحلته كتاجر حبوب، حتى نجح في تفريق الألف عن كوز الذرة، فطحن محصول الذرة وخلطه بالبودرة البيضاء فجنى مكاسب كبيرة حولته لأكبر مستورد للحبوب في القُطْر، فخلّص الحكومة من أزمة رغيف العيش، وأصبح مرضيّاً عنه. أعلن دعمه للرياضة فأنشأ لمخابزه نادياً لرياضة "المشي على العجين دون لخبطته"، وأرسل على حسابه مُرمّم آثار لينقش على جدارية فرعونية رسوماً تدل على أن المَشْي على العجين رياضة فرعونية. وطلب من الوزير افتتاح الجدارية، وطلب من الحكومة دعم هذه الرياضة. مات الناس- تباعاً- من الدقيق الممزوج بالبودرة، وماطلت السلطة السياسية في اتهامه.. ثم اضطرت لتهدئة الرأي العام فأرسلت له النيابة لتحقق معه.. لكنه أخذ براءة. وبعد عدة أيام أعلن الوزير اكتشاف جدارية جديدة تثبت أن الفراعنة هم أول من "أخرجوا الشعرة من العجين".