سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«جرافيتى» المراهقين على آثار الأقصر تحول إلى ظاهرة يدرسها الباحثون مدير منطقة آثار الأقصر: من المستحيل مراقبة سلوك الزوار ولا نستطيع وضع حارس أمام كل أثر
«دينج جينهاو لا يمثلنا»، عبارة كتبها سائح صينى على لافتة صغيرة حملها بيده عند دخوله معبد الأقصر، حتى يبرهن للمصريين أن ما فعله الصينى الصغير عمل شاذ وغير مقبول ولا يمثل الصينيين. السائح الصينى لم يكن يعلم أن هناك المئات من المصريين والأجانب مثل «جينهاو» يسيئون لأنفسهم وبلدانهم بتشويه تاريخ إنسانى عظيم يقترب من 3500 عام. «الوطن» رصدت خلال زيارتها لمعبد الأقصر مئات اللوحات الجدارية والأعمدة المشوهة على أيدى العابثين من العشاق والمراهقين الذين دونوا أسماءهم وحروفهم وحروف عشاقهم الأولى بجوار نقوش تمجد وتحكى انتصارات ملوك الفراعنة. مرممو معبد الأقصر المصريون الذين يبلغ عددهم نحو 23 مرمماً تعجبوا من الزخم الإعلامى الذى صاحب إعلان الصبى الصينى «جينهاو» الذى كتب بآلة حادة صغيرة على تمثال الإسكندر «جينهاو كان هنا»، المرممون أوضحوا أن هناك مئات التشوهات التى تمتلئ بها جدران وأعمدة وتماثيل المعبد، ويرجع تاريخ بعضها أو ما يطلق عليه الأثريون «جرافيتى» إلى نحو 300 عام. يقول أحمد بغدادى، مرمم، إنه وزملاءه نجحوا فى إزالة وترميم جدارية الإسكندر التى شوهها الصبى الصينى باستخدام مواد شبيهة بالجدارية، والآن من الصعب أن تظهر كتابات الصبى الصينى، مشيراً إلى أنه أسفل جدارية الإسكندر يوجد عشرات الخرابيش والكتابات والرسومات مثل «سائح إنجليزى كتب اسمه وتاريخ زيارته للمعبد عام 1890، وكذلك أحد الأشخاص دون أسفل جدارية الإسكندر عبارة: «تحياتى مصطفى باشا فهمى» وكذلك أحد الفرنسيين يدعى «فولان» دون اسمه أعلى جدار بخط أسود عريض إبان الحملة الفرنسية على مصر. ويوضح بغدادى أن مرممى الآثار بالمعبد يعانون أشد المعاناة أثناء فترة الإجازات المدرسية، عندما يأتى الآلاف من الطلاب المصريين بقطار الشباب لزيارة المعبد، حيث يرسم الطلاب قلوباً على الأعمدة التى خضعت للترميم والتى من السهل الكتابة عليها، وهو الأمر الذى يكلف الدول مبالغ طائلة لترميم ما يسببه الطلاب من تشوهات للآثار، مشيراً إلى أنه فى وقت زيارة المصريين تحدث عملية طوارئ داخل المعبد، وبرغم ذلك يفشل الخفراء والحراس والمفتشون فى السيطرة على سلوك الطلاب الذين دونوا أسماءهم بجوار ملوك وملكات الفراعنة. وأشار الدكتور منصور بريك، المدير العام لآثار الأقصر إلى أنه من المستحيل مراقبة سلوك الزوار أو تعيين حارس أو خفير على كل جدارية، أو تمثال فى المعابد، كما أن الأثريين سئموا من سلوك بعض الزوار الذين يلقون بالمخلفات بين الآثار، ويصعدون أحياناً على التماثيل لالتقاط الصور وهو ما نواجهه بحزم. وكشف بريك أن الكتابات والرسومات التى يدونها الزائرون أو ما يسمى أثرياً «جرافيتى»، أصبحت ظاهرة يدرسها الباحثون الأثريون وصدرت عنها الكثير من المؤلفات التى ترصد تاريخها. وأوضح الأثرى أحمد أبوالحجاج أن هناك مشاكل أخرى تواجه جميع العاملين فى المناطق الأثرية وتمثل خطراً على النقوش الفرعونية فى المعابد وهى مشكلة الحمام البرى الذى يتخذ من تيجان الأعمدة الفرعونية مكاناً للعيش، وهو الأمر الذى يتسبب فى تآكل النقوش والألوان بسبب مخلفات الحمام الذى تتكون من أحماض أمينية. وطالب الأثريون بالأقصر بوضع حواجز زجاجية داخل المعابد لحماية نقوشها من العبث ودعم المعابد والمزارات الثرية المصرية بمزيد من أفراد الأمن بما يحقق المتابعة المستمرة لمختلف المعالم الأثرية وحمايتها من عبث الزوار كذلك وضع كاميرات لمراقبة سلوك الزائرين. كان وزير الآثار قد أمر بفتح تحقيق عن واقعة تشويه الصبى الصينى لجدارية الإسكندر، كما طلب تقريراً مفصلاً عن الواقعة. كان والدا الصبى الصينى قدما اعتذاراً لمصر عما فعله نجلهما، الذى نشر الجمعة صورة على مواقع التواصل الاجتماعى لما كتبه على جدران معبد الأقصر، قائلاً فيها: «جينهاو كان هنا».