فى بداية شهر أبريل الماضى، تجمَّع عشرات المواطنين أعلى كوبرى علوى يمر أعلى شريط السكة الحديد بمنطقة القلعة، كان المشهد أسفل الكوبرى مروعاً: عدد من الكلاب الضالة تنهش بضراوة فى جسم لم تتبين ملامحه، توجّه عامل قمامة إلى المكان، لحظات وفوجئ بالعثور على ما تنهشه الكلاب، وهو عبارة عن جثة لفتاة ترتدى جميع ملابسها، وفى حالة تعفن. أبلغ العامل الشرطة التى حضرت، ممثلة فى بعض الضباط والأمناء وأجروا معاينة، وتبين أن الجثة لفتاة قُتلت بالطعنات، وألقيت جثتها من أعلى الكوبرى، لم تحدد الشرطة هوية القتيلة وأمرت النيابة بإجراء تحليل للكشف عن هويتها؛ حيث بدت الجثة مشوّهة ولا يمكن التعرّف عليها، كما تبين أنها مصابة بما يقرب من 4 طعنات متفرقة مع وجود كسر فى الرقبة والعظام بسبب سقوطها من أعلى الكوبرى، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة. أجهزة الأمن بالقاهرة تلقت إخطاراً من شرطة النجدة يفيد بالعثور على جثة فتاة بالعقد الثالث من العمر، ملقاة فى مقلب قمامة بمجرى سكك حديد القلعة، وذلك بعد قيام الكلاب الضالة بنهش أجزاء من جسدها، انتقل فريق من رجال المباحث تحت إشراف اللواء عصام سعد، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، وتبين من المعاينة المبدئية أن مجهولاً قتل الضحية فى مكان آخر، ثم قام بنقلها داخل جوال بواسطة سيارة، وألقى جثتها. وقالت التحريات المبدئية: إن الجريمة بقصد الانتقام أو الخلافات العائلية، بسبب وجود خاتم زواج فى يد القتيلة، وفحص رجال المباحث ما يقرب من 50 محضر تغيب فى القاهرة، وتم نشر صور القتيلة على جميع مديريات الأمن بالجمهورية لكشف الحادث، كما تم انتداب المعمل الجنائى لرفع البصمات عن الجثة فى محاولة للتوصل إلى قاتل الضحية. وأوضحت التحريات المبدئية أن الضحية ليست من سكان محافظة القاهرة الكبرى؛ لأنها ترتدى جلباباً وملابس «ريفية»، ورجحت أنها من إحدى محافظات الوجه البحرى. ودلّت المعاينة المبدئية على أن الجانى «المجهول» تشاجر مع القتيلة وتعدى عليها بالضرب لوجود آثار كدمات وجروح متفرقة بوجه المجنى عليها، ثم قام بخنقها، وسدد إليها طعنات بواسطة سكين مطبخ. وأضافت المعاينة أن المتهم قام بنقل الجثة فى الساعات الأولى من فجر يوم العثور على الجثة، مستخدماً سيارة دون لوحات معدنية فى حالة عدم وجود كمين شرطى، وألقى بها على أنها جوال ملىء بالقمامة من أعلى طريق الأوتوستراد فى مجرى السكك الحديد، وفحص فريق من رجال المباحث ما يقرب من 40 مشتبهاً بهم من المتسولين والمسجلين جنائياً، وتم عرض صورة القتيلة عليهم، ولم يتعرف أحد على هويتها. ويواجه فريق المباحث صعوبة فى الكشف عن الجريمة بسبب عدم وجود شاهد عيان، وأن الجانى قام بالتخطيط لارتكاب الجريمة فى محافظة أخرى، بعيداً عن العاصمة، واستمعت النيابة إلى أقوال عامل القمامة الذى اكتشف الجثة. وقال إنه شاهد مجموعة من الكلاب الضالة تأكل فى قطعة لحم، وبالتوجه إليها شاهد وجه القتيلة، ثم اجتمع العشرات من الأهالى وكانوا يصورون الحادث.