نستطيع القول إن الفراخ فى بلدنا، ما زالت، وستبقى الأرخص.. لحمها وبيضِها.. المواطن العادى البسيط يستطيع أن يتناولها بعد أن تعذر عليه الحصول على اللحوم الحمراء، التى سقطت من ذاكرة الكثيرين من أهل بلدى. والسؤال الذى يتناوله ويتداوله المواطن باستمرار: متى نحصل على الفراخ الرخيصة؟ يقصد أن تكون أرخص مما هى عليه الآن، والإجابة تكمن فى عنصرين يلزم توافرهما: الأول: وجود خامات علفية جيدة وسليمة بأسعار منخفضة، خاصة أن العلف يمثل حوالى 60% من التكلفة. الثانى: إيجاد الحلول السريعة الناجحة لعلاج حزمة الأمراض الفيروسية المدمرة والتى تتجول بحريتها بين مزارع الفراخ صغيرها وكبيرها بلا رادع. أما عن العنصر الأول فقد قامت الحكومة ومستثمرو صناعة الدواجن بالاتفاق مع المزارعين للتوسع فى زراعة الذرة الصفراء، وهى الغذاء الرئيسى وتمثل أكثر من 60% من مكونات الأعلاف وما يقرب من 40% من تكلفة وحدة المنتج الداجنى. والأمل كل الأمل فى نجاح التجربة وزيادة المساحة المنزرعة منها عاماً بعد عام، لتوفير مئات الملايين من الدولارات التى تستنفد كل عام لشرائها من الخارج. أما عن العنصر الثانى فهو استراتيجى مهم يقع عبئه بالدرجة الأولى على الهيئات والمعامل البيطرية السيادية فى مصر، فلدينا العلماء ولكن ما النتيجة إذا كنا غير قادرين على مواجهة الموجة الشرسة من العديد من الفيروسات المدمرة لاقتصادنا القومى فى مزارعنا؟ أهو نقص مادى لتوفير إمكانيات وأدوات مطلوبة، أم نقص فى العقول التى ترعى وتخطط لاستراتيجية أمنية للقضاء على هذا الزائر ثقيل الظل؟ لا أعتقد أننا ينقصنا أى منها.. وينقصنا فقط حب مصر. إذا توفرت الذرة الجيدة بسعر رخيص وسيطرنا على الأمراض التى تجوب مزارعنا بحرية تامة. فسيزداد المعروض من الدواجن الجيدة وتنخفض الأسعار كأى سلعة يتحكم فيها عاملا العرض والطلب. ورغماً عن ذلك فستبقى الفراخ الأرخص إذا ما قورنت بغيرها من مصادر البروتين، حيوانياً كان أم نباتياً، ولست بصدد ذكر الأسعار حتى لا يغضب منا القائمون على حماية المنافسة وحماية المستهلك. مزيداً من الحب لمصر.. مزيداً من الإخلاص والعمل.. نتغاضى عن كآبة سنوات قليلة مضت زرعت فينا الفشل والتمرد وعلينا أن نفيق ونعود لجذورنا الأصلية الجميلة التى كانت تحمل الخير لمصر فى كل خطاويها.. عندما نزرع الحب والأمل والعمل ستصبح مصر كما نود أن نراها.. عندها ستكون الفراخ واللحمة ببلاش أو سنراها كذلك.. ولك الله يا مصر.