أصبحت الدواجن والأسماك فى الفترة الأخير سبيلا للعديد من الأسر المصرية بعد أن دخلت اللحوم الحمراء ضمن قائمة المحظورات بعدما اصبحت لا تناسب مستوى دخولها، ورغم ذلك لم يرحم السوق هذه الأسر لتفاجأ بارتفاع أسعار كل أنواع اللحوم البيضاء والحمراء ، الأمر الذى اعتبره دكتور رأفت خضر أستاذ تغذية الدواجن بمركز بحوث الصحراء أنه أمر طبيعى لسياسة غذائية تعتمد على استيراد علف يمثل 70% من ثمن اللحوم ، مؤكدا أن الحل الخروج من حيز الدلتا الضيق والانطلاق إلى الصحراء . يقول دكتور رأفت "تمثل الزيادة السكانية شبحا مخيفا يلتهم قدرا كبيرا من موارد التنمية، تعيش على مساحة ضئيلة لا تمثل إلا 6% فقط من مساحة مصر، وهو ما يدفعنا إلى التفكير فى مساحة الصحراء الكبيرة الذى يعانى ساكنوها من نقص فى نصيبهم من اللحوم والبيض وهو الأمر الذى أصبح حاليا منتشرا على مستوى مصر كلها وليس ساكنى الصحراء فقط، إلا أن الصحراء ما زالت مصدرا فعالا يمكن استثماره لتنمية هذه الصناعة والخروج من هذا الوادى الضيق كما أنها بخلوها من الأمراض والملوثات البيئية مثل أنفلونزا الطيور التى ضربت صناعة الدواجن مؤخرا ". يضيف "حين قمنا بدراسة الوضع فى الصحراء وجدنا عائقان أساسيان، يتمثل الأول فى ندرة العلف الذى يشكل 75% من ثمن الدواجن مثل الذرة وفول الصويا والتى ستمثل أزمة لمصر فى العامين المقبلين بسبب اعتمادنا على استيراد 80% من استهلاكنا من أمريكا فى الوقت الذى تتجه فيه لتقليل نسبة تصديرها لاستخدامه فى استخراج الوقود الحيوى "الايثانول" ومن بين 8 ملايين طن تستهلكها مصر لا تنتج سوى 491.903 طنا من الذرة الصفراء و 43.425 طن من فول الصويا، بينما يتمثل العائق الثانى فى عدم تأقلم الطيور نفسها على ظروف بيئة الصحراء مرتفعة الحرارة مما يؤثر على معدلات إنتاجها". وعن الإستراتيجية التى وضعها مركز بحوث الصحراء لمواجهة هذه العوائق ، يستكمل دكتور رأفت قائلا "استطاع الباحثون التوصل إلى خامات علفية جديدة غير تقليدية تخرج من مخلفاتنا الزراعية مثل مسحوق نوى البلح، كسب الزيتون، وكسب الكانولا كمصادر للطاقة والبروتين وأيضا استخدام بعض الشجيرات الصحراوية (الأكاسيا، القطف، اللوسينا) كمكونات علفية فى علائق الدواجن والأرانب، هذا بالإضافة إلى عمل خرائط رقمية لمزارع الدواجن بهدف إنشاء قاعدة بيانات جغرافية لمزارع الدواجن على مستوى الجمهورية باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية ". فى النهاية أكد دكتور رأفت على ضرورة توعية المربين فى الصحراء بالوسائل العلمية الحديثة لتطوير هذه الصناعة التى اعتبر أنها سبيل الدولة فى الخروج من مأزق تناقص اللحوم وارتفاع أسعارها.