صديقى و عزيزى عم مجاهد.. كيف الحال والأحوال.. أشتاق إليك كثيرا. مضى وقت طويل على رسالتى الأخيرة لك.. لا يوجد ما أكتبه إليك يا صديقى، فكل من وعد أخلف، وكل من تعفف تدانى، وكل من ساند طالب بالمقابل.. فالحال أصبح لا يستحق حتى أن يُصف بالكلمات، ولكنى لا أجد نفسى إلا كاتبا راسلا برسائل إليك. المحروسة بإنتظار الرئيس.. تقف مشلولة عاجزة حتى عن التفكير حتى يأتى المُنتظر.. كل مسئول يجلس مرتعش على كرسيه خوفا من أى مسئولية، ويقول فى نفسه (أفتح صدرى ليه ولا أخد قرار ليه.. استنى يلا الرئيس أحسن).. تتغاضى عن كل شئ وفى انتظار الرئيس.. الكهرباء تنقطع باستمرار، والمحروسة فى انتظار الرئيس.. سد النهضة مستمر، وشبح العطش يقترب، أما المحروسة فى انتظار الرئيس.. تحرش.. مذبحة أسوان.. السبكى حلاوة روح.. الزمالك هيخرج من الدورى، والمحروسة فى انتظار الرئيس.. ارهاب والقتل مستمر، وعندما قررت المحروسة أن تتصدى.. قررت.. أن تنتظر الرئيس (برده). لن ألوم ولن أعترض، ولكن السؤال الذى يدور ببالى.. "هو مش فى رئيس دلوقتى يا إخوانا؟". لن اتكلم فى السياسة كعادتى و لن أتطرق حتى إلى مشاكل المجتمع لأنى لن أزيد شيئا عما قيل فيها.. وفى وسط هذا الجو الكئيب، خرج شباب من كليتى الحبيبة "هندسة عين شمس" و اخرجوا فيديو اسمه "Happy هندسة عين شمس" اشترك فيه 200 طالب مع بعض من العاملين بالكلية .. يغنون ويرقصون وينشرون بهجة وفرح فى نفوس الناس.. يبتسمون ويضحكون من قلوبهم فيشقوا ستار الحزن الذى أسدلته علينا الظروف.. وعندما تسأل الطلبة لماذا قمتم بهذا العمل يقولون "الظروف صعبة والكلية صعبة والناس مش مبسوطة فقررنا نعمل حاجة نبسطهم ونقولهم خليكم سعداء". لا تدرى يا صديقى كمية الفرحة و البهجة التى تسبب فى حدوثها هذا الفيديو .. لدرجة أن دكتور شاب محترم يحبه كل طلبة الكلية كتب على صفحته الشخصية على الفيسبوك يشكر فى الفيديو ويقول أنه أسعده حقا. سعدت جدا يا صديقى لأن هذا الأستاذ بهذه العقلية كان يدرس لى يوما ما.. ولكن المدهش فى الأمر هى ردود فعل بعض الطلبة والتي جاءت كالتالي:"حرام.. البنات بترقص.. يا عديمى الإيمان البنات بتتمايل.. رقص إيه وضحك إيه أستغفر الله العظيم.....". أنا لا أمزح يا صديقى.. هذا هو رد فعل بعض الطلبة مهندسى المستقبل على فيديو فى قمة الإحترام. يمزجون كل شئ مبهج بغطاء التطرف الفكرى.. يخنقون كل رئة تستنشق الفرح فى هواء ملئ بالاكتئاب.. يتاجرون بالدين ويمنعون الناس من حقهم فى الحياة باسم الدين. الحرام يا صديقى هو أن يعيش الانسان محروم من حقه فى الحياة.. تركوا التحرش والاغتصاب والمتاجرة بالدين، وفساد الأخلاق والسرقة والنهب والبارات والكباريهات والافلام الرخيصة وحرموّا على طلبة فرحتهم.. بل هاجموا الدكتور لكونه مشجع لهولاء الطلبة.. تركوا الفقر والجوع والمرض وجلسوا وراء الكمبيوترات ليحرموا على الناس فرحتهم.. و لكنه ليس بغريب على تجار الدين يا صديقى. ساترك لك الفيديو لتشاهد وتحكم.. تحية لك، وتحية للطلبة ناشرى البهجة، وتحية للدكتور المحترم. سلامى و تحياتى