صديقي عم مجاهد، اشتاق إليك جدًا وإلى رسائلنا، أعلم أني مقصر ومقلّ في رسالاتي، ولكن أنت تعلم الدنيا ومشاغلها.. كيف حالك؟ وكيف ترى المحروسة؟ هل تراها متناقضة مثلي؟.. نعم يا صديقي، الأمل ممزوج باليأس، الحُزن يصارع الفرح، انفجارات هنا وهناك ودماء وإرهاب يسرق أرواحًا يومًا بعد يوم. وتجد هذا الشعب الصامد الغريب يحتفل ويرقص بذكرى ثورته، ميدان شهد دماء وشهداء وشهد أيضًا غناء ورقص وفرحة، شرطة كانت في وجه الشعب والآن فوق أعناقه، الكنبة في الشارع ومن كان في الشارع الآن على الكنبة!، الموضوع بالنسبة لي أصبح ضبابيًا يا عم مجاهد، لا أعرف أين الصواب؟! لا أعرف أين الدرب الصحيح يا صديقي. تجد الناس في الشوارع حائرة هائمة أيضًا، هل سيترشح السيسي؟ حمدين نازل؟ يعني إيه عنان يترشح؟ طب الإخوان دول مش هيتلموا؟ إزاي في ثوار في السجون؟ 6 أبريل خونة؟ إزاي عربية تقف قدام مديرية أمن العاصمة 3 دقايق فاضية ومحدش يتحرك؟ فين التأمين؟ الببلاوي هيمشي إمتى؟ صلاح راح تشيلسي فعلًا؟ طب هو إيه الcheckout اللي ميدو بيدرب لعيبة الزمالك عليه ده؟. أعرف يا صديقي أن الموضوع مضحك، هم يضحك فعلًا ولكنه ضبابي أكثر من كونه مضحك بالنسبة لي، الملايين يحتفلون ويرقصون ويطالبون السيسي بالترشح في ذكرى 25 يناير، التحرير اختفت منه الشعارات الحماسية، صور الشهداء لم تنل التكريم المطلوب، ولكن الملايين في فرحة تجعلك تقتنع أنه مستحيل أن يكونوا على خطأ. تقصير أمني في التأمين.. السيسي أنقذ البلد ويعشقه الناس بعد أن سطّر تاريخًا جديدًا.. الثوار ليسوا بالميدان.. الميدان ممتلئ بالملايين ممن تكسوا وجوههم الفرحة والأمل وعشق تراب الوطن.. الاتحادية بدون لافتات "عيش حُرية كرامة إنسانية"، وفي نفس الوقت تحقق أول أهداف الثورة وهو دستور يعبر عن الشعب. تناقضات في كل مكان يا صديقي، لم أعد أفهم شيئًا.. المشهد ضبابي لا أجد الصواب، فالصواب تاه بين حارات المحروسة اللي غليبتنا وغلبناها معانا.. لا أعرف شئ إلا واحد، هو أن هذا الشعب سيجد طريقه للأمل ويسير بقلب رجل واحد مدافعًا عن ثورته.. عاجلًا أم أجلًا.. ستجد هذه الأمة طريقها للنور يا صديقي، أدعو الله أن يلهمنا كُلنا الصواب يا صديقي.