نسخة من مصر المحروسة .. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو» .. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق بعد تصريحات الرئيس الأمريكى أوباما التي أشار فيها إلى أن أمريكا ستوقف المساعدات الأمريكية عن مصر وإعلانه عن إلغاء المناورات الأمريكية المصرية.. انتظرت لأرى رد فعل الشارع المصرى الذي جاء كما توقعت بالفعل.. فاتصلت بالفريق أول عبد الفتاح السيسى لأسأله كيف يرى تصريحات أوباما وما رأيه في الغضب الأمريكى بعد فض الاعتصام، فقال لى: شوف ياعم أبوطقة.. أمريكا مثلها في التعامل مع الدول النامية مثل "الشريك المخالف".. ونحن شعب عزيز لن نرضخ لأحد على حساب كرامتنا..ولو وصل الأمر إلى الاستغناء عن أمريكا كلها.. وثانيا ياعم أبوطقة الأمريكان خايفين من ظهور "ناصر" آخر في المنطقة.. ففوجئوا بثلاثين مليون ناصر خرجوا للشوارع ! قلت: الله عليك يا ابنى.. زعيم بجد.. بس إحنا برضوا عايزين نحلها ونعديها لأننا لسه بنقول ياهادى ! قال: أنت كبير ياعم أبو طقة.. وأنا أعلم أن رأيك دائما صائب فافعل ما ترى ! قلت: طب أنا هاسافر أمريكا "للواد" أوباما وهاقعد معاه قعدة عرب وهابلغك بالأمر النهائى ! قال: ماشى ياعمنا..هاستنى علشان خاطرك ولن أتخذ أي إجراء ضد أمريكا.. بس بلغه أن المناورات التي يهدد بإلغائها نحن لانحتاجها أصلا.. قلت: خليها على الله.. أنا هاتصل بأوباما وأحدد ميعاد ! قال: ميعاد إيه ياعمنا.. دا أنت أبوطقة بيه ! قلت: معلش.. علشان البروتوكول ! قال: هاتلاقى الباسبور الدبلوماسى والتذاكر مستنياك في المطار ياعمنا.. رحلة سعيدة إن شاء الله ! قلت: ليه بس التعب ده ياقائد ؟! قال: دا حقك على مصر ياعمنا.. مافيش تعب ولا حاجة..مع السلامة.. انتهت مكالمتى مع السيسى واتصلت بأوباما وأبلغته بأننى في الطريق للمطار.. فقال لى: هاتنور أمريكا ياعمنا..وأمامنا 12 ساعة طيران ستستعد فيها السلطات الأمريكية لاستقبالك ياكبير ! قلت: مافيش داعى للحاجات دى..أنا بس عايز عربية تنتظرنى في المطار وأنت استنانى في كافيتيريا البيت الأبيض علشان هاقول لك كلمتين وأرجع.. وعايز أعضاء الكونجرس يسمعوها ! قال: حاضر ياعمنا.. أنت تأمر ! بالفعل وصلت إلى البيت الأبيض بعد رحلة استغرقت أكثر من 12 ساعة قضيتها مع المضيفات الجميلات في الطائرة.. وأمام بوابة البيت الأبيض وجدت أوباما ينتظرنى.. فسلمت عليه ودخلنا الكافيتريا وطلب لنا القهوة "المظبوطة" التي يحب أن يشربها معى.. ودار بيننا هذا الحوار: قلت: مالك يا أوباما يا ابنى..عمال تخبط في الحلل كده ليه ومش عارف نفسك عايز إيه وبتكلم مين ؟! قال: يعنى إيه باخبط في الحلل ياعمنا ؟! قلت: يعنى مشوش ومش مركز.. فأنت مرة نجدك مع موقف الجيش المصرى الذي لبى إرادة الشعب لإنقاذه من حرب أهلية كانت وشيكة..وتارة أخرى نجدك مع الإخوان المسلمين وصعبان عليك الاعتصام بتاعهم.. وترجع تانى تقول نرفض العنف لفض الاعتصامات.. تقدر تقول لنا أنت مين أصلا.. أنت ليه كده ياعم أوباما ؟! قال: والله ما أنا عارف ياعم أبوطقة ! قلت: إذن أنت من الإخوان يا أوباما.. والمعلومات اللى بتقول إن أنت الراجل الكبير بتاعهم مابتكدبش ! قال: يعنى إيه الراجل الكبير ده ؟! قلت: يعنى أنت المرشد الحقيقى اللى ظهر في آخر الفيلم ياعم أوباما ! ضاحكا قال: آه أفلام عربي وكده يعنى ! قلت: طب تقدر تقول لى يعنى إيه تلغى المساعدات العسكرية ويعنى إيه مافيش مناورات ؟! قال: علشان إحنا معترضين على ما يحدث في مصر ياعمنا ! قلت: طب وأنت فاكر أن إحنا لما مش هاناخد منكم سلاح هاننكسر يعنى ولا إيه.. دا الصين هاتجرى علينا وروسيا هاتبوس الأيادى علشان تدينا.. وأنتم ستخسرون زبونا سقعا.. يا ابنى الشرق الأوسط خلاص مابقاش فيه جيوش تاخد منكم سلاح غير جيش مصر.. هذا بخلاف أن ده منافى لاتفاقية كامب ديفيد.. يعنى كده مالكمش عند السيسى حاجة لو ضرب إسرائيل بكره الصبح ! قال: الناس في أمريكا أكلت "وشى" بسبب السيسى واللى بيعمله مع الإخوان ! قلت: ليه كده يعنى.. هما الإخوان كانوا ولاد عمك ؟! قال: مش كده ياعمنا..بس الأمريكان "مابيحبوش" التعامل بالعنف مع المتظاهرين.. حقوق إنسان وكده يعنى ! قلت: دى ناس "نايتى" اللى قاعدة في البيت الأبيض.. وإحنا ناس بتطهر أرضها من الإرهاب.. وثانيا السيسى طلب منهم يفضون الاعتصام من نحو شهرين ياعمنا والأزهر طلب منهم وطوب الأرض تحايل على الإخوان كى يفضوا الاعتصام دون جدوى.. تقدر تقول لى هانعمل إيه تانى علشان البلد ترجع تشوف أعمالها والناس تشوف أكل عيشها.. هنبوس على "......." يعنى ولا إيه ؟! قال: والله مش عارف أقول لك إيه ياعمنا.. مع أن الكونجرس كله ينتظر حاليا ماسيسفر عنه لقائى معك..وقالوا لى أبوطقة هايبهدلك ! قلت: أنا ما أقدرش أبهدلك..وأنت عارف أن إحنا بيننا عيش وملح من أيام ترشحك في انتخابات الرئاسة الأمريكية للمرة الأولى ووقفتنا معك.. لكن قل لى.. إيه الناس اللى رايحة جاية على مصر دى من المسئولين الأمريكان والكونجرس بتاعكم ده..عمالين يتحايلوا على السيسى مايبهدلش الإخوان.. ليه يعني وهما مبهدلين 90 مليون مصرى وموقفين حالهم.. على فكرة أنا ابتديت أشك أن الأمريكان إخوان بس مش مسلمين ! قال: ماتنساش ياعمنا أن أنا أصلا من أسرة مسلمة ووالدى كان من الإخوان وأنت عارف أن العرق دساس ! قلت: طب والنبى يا شيخ قول للأمريكان بتوعك خليكم في حالكم..وأنت بالذات ياعم أوباما كفاية تهييس.. وعيش السنتين اللى فاضلين لك في الحكم على خير أحسن أنت عارف لما أبوطقة بيسخن بيحصل إيه ! قال: عارف عارف والله ياعم أبو طقة ! قلت: حاول أن تنحاز للخيار الأفضل ياعم أوباما.. وعلى فكرة أنت لو ماكنتش تهمنى ماكنتش أنا قلت لك الكلام ده.. الحكمة ياصديقى تستلزم منك ذلك.. ففى الواقع أن ضرورة بقاء الجيش على رأس السلطة في مصر هو الخيار الأمثل اللى يجب تبنيه ولو لفترة مؤقتة حتى يتم انتخاب رئيس مدنى للبلاد لاينتمى إلا لمصر فقط.. فالإخوان أنت تعرفهم وأنا أعرفهم مجرد ميليشيات مسلحة.. ليس لها في السياسة.. والدليل هو فشلهم في عام واحد..وثانيا تعال هنا.. أنا ها اسألك سؤال وجاوبنى عليه.. قال: اسأل ياعمنا ! قلت: هل من الأفضل لواشنطن أن تلقى بثقلها وراء الجيش المصرى أم وراء المتظاهرين من الإخوان أم أنه يتعين عليها أن تقف بعيدا عن كل ذلك ؟! قال: دا سؤال تحيرت في الرد عليه أمريكا بمحلليها السياسيين والأمنيين وحتى الدبلوماسيين والعسكر.. فكل له رأى واتجاه في التعامل مع الوضع المصرى.. وأنا مش عارف ليه إحنا مختلفين كده في أمريكا ياعمنا ! قلت: أنا بقى أعرف يا سيدى ! قال: طب ليه يا أبوطقة بيه ؟! قلت: علشان مالكمش كبير.. واللى مالوش كبير يشتري له كبير ! قال: أمال أنا إيه ياعم أبو طقة.. كيس جوافة أنا يعنى ؟! قلت: أنت رئيس أمريكا على عينى وراسى.. لكن مش كبير.. مش قائد.. يعنى ممكن الكونجرس يوديك البحر ويجيبك عطشان.. والدليل أنكم كلكم حيارى في موقفكم من مصر.. مصر اللى اشترت لها كبير.. علشان كده أمريكا بتاعتك مش مالية عنينا ياعم أوباما من بعد ما الكبير اللى فوضناه عرفكم حجمكم في المنطقة.. وطبعا أنت عارفه مين ! قال: أكيد تقصد السيسى.. اللى من ساعة ما ظهر لنا في البخت وأمريكا اتفضحت وسط الدول العظمى.. عموما ياعم أبو طقة كلامك بيسحرنى ومش باعرف أرد عليك.. بس أنا عايز أعرف إيه الحل الأخير وإزاى نطلع من المطب ده.. وموضوع الكبير ده نعمل فيه إيه ؟! قلت: أنت ماعليك إلا أن تقف الآن وتقول بصوت عالى "السيسى هو رئيسى".. وانظر ماذا سيكون رد فعل أصحاب البيت الأبيض ! بالفعل وقف أوباما وأخذ يهتف "سيسى سيىسى.. السيسى هو رئيسى"، والتف حوله أعضاء الكونجرس الأمريكى مرددين "السيسى هو رئيسى"، ثم وقف أوباما خاطبا فيهم: لابد أن يكون في أمريكا "سيسى" يجمع كلمتها مثلما حدث في مصر ملهمة العالم على مر التاريخ.. فالولايات المتحدة لن تحدد مستقبل مصر ولا غيرها إلا بوجود السيسى في أمريكا.. فمن الآن السيسى هو رئيسى.. وهنا أخذ كل من في البيت الأبيض يردد "السيسى هو رئيسى"، فتركتهم على حالهم، واتخذت طريق المطار عائدا للقاهرة لأنقل لكم تفاصيل اللقاء !