نسخة من مصر المحروسة .. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو» .. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق هم وانزاح.. هكذا كان لسان حالى ينطق عقب بيان السيسى التاريخى وما تبعه من قرارات، رغم الأحداث العنيفة التي جاءت كرد فعل طبيعى من الإخوان المسلمين وداعميهم من التيارات الإسلامية.. كانت الأيام الماضية مرهقة جدا وفيها مسئوليات جسام.. وأمثالى أنا من المساهمين في صناعة القرار - ليس في مصر فقط، بل في الوطن العربى كله- يكونون أكثر إرهاقا من غيرهم.. وخاصة عندما يكون الحدث جللا.. جلست في منزلى أتابع الفضائيات..وقررت ألا أرد على أي اتصالات تليفونية.. لكنى لم أغلق هاتفى..لأننى كما تعلمون معرض في أي وقت لتلقى مكالمات مهمة... رغم أن التليفون كان صامتا إلا أن ضوءه كان يعلن عن مكالمات متوالية.. فقط كنت انظر للرقم وكأننى لم أره.. فمعظمها اتصالات من معدى برامج في قنوات عالمية.. ولم تكن حالتى تسمح بالرد عليهم.. فأنا مرهق للغاية بعد تسليم مصر لأهلها الحقيقيين.. إلا أن مكالمة لا تحمل رقما من نوعية الأرقام الخاصة اخذت تلح في الطلب..ولما كنت لا أرد جاءتنى رسالة تقول: "أنا مرسي ياعم أبوطقة.. رد بسرعة لو سمحت" ! اعتدلت في جلستى بعد قراءتى للرسالة.. وأخذت اسأل نفسى: يا ترى من هو مرسي هذا الذي يريدنى بسرعة.. إلا أننى توقفت فجأة عن التفكير..فقد جاءنى الرد من داخل أعماق عقلى يقول: هو فيه حد اسمه مرسي في العالم غير الريس مرسي يابنى آدم؟.. وهنا رن الهاتف مرة أخرى فرددت عليه: أيوه مين؟! فقال بصوت خافت: أنا مرسي يا عم أبو طقة ! قلت: مرسي مين؟! قال: مرسي مرسي يا بنى آدم..هو فيه 100 مرسي أنت تعرفهم؟! قلت: أعرف الريس مرسي المعزول ! قال: هو أنا بقيت معزول خلاص يا أبوطقة؟! قلت: أهلا يا ريس.. صوتك واطى ليه وبتتكلم كأنك خايف من بابا يدخل عليك.. فكرتنى بأيام المراهقة ياجدع ! قال: مش وقت التريقة بتاعتك دى يا أبوطقة ! قلت: لكن أنت بتتكلم منين وإزاى وأنت محبوس؟! قال: بكلمك من تليفون الثريا يا بنى آدم ! قلت: تااااااااانى ثريا؟.. طب من أين أتيت بالثريا هذا وأنت تحت الإقامة الجبرية؟! قال: أنا كنت مخبيه في ضهرى من ورا ! قلت: في ضهرك برضوا يادكتور؟! قال: مافيش وقت لكثرة الكلام يا أبوطقة.. اسمعنى كويس ! قلت: طب أسمعك إزاى وأنت بتتكلم كده.. صوتك واطى.. كلمنى كويس أنا ماليش في الوشوشة ياعمنا ! قال: أنا في الحمام يا بنى آدم..ولو سمعنى أحدهم هيدخل ياخد مني الثريا.. وبكده مش هاعرف اتصل بأى حد في العالم ! قلت: طب خلاص خلاص.. هدى أعصابك.. أأمرنى ياعمنا ! قال: أنا عايز أخرج من هنا.. أنا اتصلت بأوباما لألومه عن التخلى عنى.. فقال لى إنت بس اخرج من العزل بتاعك ده وروح ميدان رابعة واحنا ها نتصرف ! قلت: وكيف اتصلت بأوباما وهو في أمريكا وأنت غير مسموح لك بالاتصالات؟! قال: دا سؤال غبى يا أبوطقة.. الثريا يتصل بأى مكان في العالم يا غبى..علشان كده أنا محتفظ به دائما تحسبا لأى ظروف ! قلت: وكيف سأخرجك من العزل وهناك قوات تحيط بك من كل مكان وكلها قوات خاصة؟! قال: أمال رجالتك اللى داوشنا بيهم بيعملوا إيه؟ قلت: يفعلون أي شيء وكل شيء لكن ليس مع الجيش المصرى ياعمنا.. وها أنت ترى ماذا فعل بك الجيش المصري وبالإخوان المنتشرين في جميع أنحاء العالم.. وثانيا كيف تستعين بأوباما.. أليس هذا استقواء بالخارج يا أبو أحمد؟! قال: طب وفيها إيه.. اشمعنى لما الزند استعان بالخارج كانت حلوة والآن أصبحت "كخة" ؟! قلت: لكن الزند ليس رئيس جمهورية.. وثانيا أنت معركتك مع السيسى حامى حمى الشعب وليس مع الزند ! قال: لكن الشعب يريدنى أنا وليس السيسى.. الشعب عايز الشرعية ! قلت: شرعية إيه والبيضة بجنيه يا عمنا ! قال: طب طلعنى من هنا وأنا ها خلي باسم عودة يخليها "ببريزة " ! قلت: أنا من رأيى تخلى البريزة دى عندك في الحمام.. وكمان مافيش حاجة في الحكومة اسمها باسم عودة ولا حتى هشام قنديل ! قال: هما كمان شالوا باسم عودة ؟! قلت: قلبك أبيض ياريس ! قال: أنا عايز أخرج من هنا ياعم أبوطقة.. ومافيش غيرك ممكن يخرجنى بأى شكل ! قلت: أنا ياما نصحتك ولم تستمع لى في كل مرة.. إشرب بقى يا عمنا ! قال: أنا سأعيد كل حاجة كما كانت.. وسوف أعطيك كل ما تتمناه.. بس خلصنى من الحبسة الميرى دى ! قلت: وكيف تريدنى أن أتدخل ضد الجيش.. وأنت الذي كنت دائما تقول إن الجيش خط أحمر ؟! قال: أنا ساعتها لم أكن أقصد السيسى.. السيسى مجرد وزير دفاع.. لكن الجيش حاجة تانية خالص يا عمنا ! قلت: أنت ها تجننى يا راجل أنت.. وألا قعدتك في الحمام ها تخليك تخرف؟! قال: طب حط نفسك مكانى وها تشوف نفسك ممكن تخرف وألا لأ ! قلت: لكن كيف تستعين بى أنا وتترك الكبير الذي من الممكن أن يخلصك قبل أن يرتد إليك طرفك؟! قال: مين الكبير ده ؟ قلت: جبريل عليه السلام !! قال: أنت ناوى تتريق عليا بقى يا ابوطقة ! قلت: لا والله ليست تريقة.. أليست جماعتك المرابطين في ميدان رابعة هم الذين قالوا إن سيدنا جبريل عليه السلام نزل الميدان وقال لهم لا تقلقوا على مرسي؟! قال: أنت عارف إن الشباب بتحب تفتكس ياعمنا أثناء الثورات.. يعنى متدقش ! قلت: والله أنا نفسى أساعدك بس خايف منك ومن صباعك.. دا أنت ممكن تعلن الخلافة الإسلامية بمجرد خروجك علشان تجيب من الآخر.. وبعد كده تقول لى الفشر حرام وتأمر بحبسى.. لا ياعم أنا ماليش دعوة ! قال: عيب عليك الكلام ده ياعم أبوطقة.. أنت عارف إنى فلاح والفلاح عمره ما يخون العهد.. وثانيا أنا رئيس مؤدب.. وآديك شايف من السجن للرئاسة ومن الرئاسة للسجن.. يعنى مستقيم طول عمرى ! قلت: طيب.. لماذا لم تستعن بأبو إسماعيل قبل أن يتم إلقاء القبض عليه ؟! قال: أبو إسماعيل وأولاد أبو إسماعيل كلهم اختفوا بمجرد أن ألقى السيسى بيانه ولم نرهم حتى الآن.. دا طلع خدعة يا عمنا..وقال ايه مسمى نفسه أسد! قلت: طب ايه حكاية الرسائل التي تكتبها من العزل دى ومين بيهربها لك ويوصلها للناس؟! قال: أنا نفسى أعرف مين الولد اللى بيكتبها ده علشان لما أطلع أظبطه.. أنا هنا ممنوع من كل شيء عدا الحمام اللى أنا بكلمك منه ! قلت: هو أنت بتكلمنى من الحمام ولا من الثريا يا عمنا ؟! قال: من الثريا يا بنى آدم..أنا أقصد أقول لك إنى قاعد في الحمام وبا كلمك من الثريا ! قلت: إسمع يا..................... وهنا انقطع الاتصال بالرئيس المعزول.. ومازلت أنتظر منه مكالمة أخرى.. هذا إن ظل محافظا على الثريا بعد نشر هذا الحوار !