سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أحمد عكاشة: «السيسى» يمثل شعباً و«حمدين» يمثل تياراً.. والمصريون عباقرة فى «خلق الفرعون» رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى ل«الوطن»: المزاج الشعبى فى الانتخابات يتجه إلى «المنقذ اللى الناس بتحبه»
قال الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى ورئيس الجمعية المصرية للطب النفسى ورئيس الجمعية العالمية للطب النفسى الأسبق: إن المزاج الشعبى فى الانتخابات الرئاسية يتجه إلى «المنقذ اللى الناس بتحبه»، مؤكداً أن المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع السابق والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، يمثل شعباً وسيعتمد فى قراراته على المواطنين، أما حمدين صباحى فيمثل تياراً وحزباً، وقراراته تعتمد على وجهة نظر هذا التيار. وهاجم «عكاشة» الإعلام، مؤكداً: «نحن المصريين عباقرة فى خلق الفرعون، بفضل مبالغة الإعلام الذى يلعب دوراً استبدادياً وإرهابياً فى الفترة الحالية». وأكد فى حواره ل«الوطن» أن قيادات الإخوان لديهم ضلال سياسى ودينى وتعالٍ على الشعب، ناتج عن أفكار سيد قطب، أما شباب الجماعة فتعرّضوا لغسيل مخ منذ الطفولة، ويجب التواصل معهم ثقافياً لتبديد هذا الضلال الذى يعيشون فيه واستيعابهم مرة أخرى، كما هاجم حزب النور، وقال: «فى اعتقادى أن لديهم مراوغة ونوعاً من السماجة أو السذاجة». ■ ما سر تماسك الشخصية المصرية بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟ - كان هناك نوع من التلاحم بين طبقات الشعب خلال الثورتين، حيث شارك فى المظاهرات التى خرجت لرحيل «مبارك» فى 2011 وسقوط «مرسى» فى 2013، المصريون من جميع الطبقات والثقافات، وهو ما أثر إيجابياً على الشخصية المصرية، بخلاف أعضاء تنظيم الإخوان الذين يعيشون فى عالم آخر، لأنهم تربوا على مبدأ السمع والطاعة، فى ظل فكر استبدادى جعلهم خلال 80 سنة يعيشون بعيدين كل البعد عن المجتمع، ولم نجد أى إبداع عندهم خلال تلك المدة، فالإنسان الذى عاش بفكر فاشى واستبدادى لا يستطيع أن يُبدع، وقد رأينا منهم ما فعلوه فى وزارة الثقافة وقت حكمهم لمصر، فأوكلوا تلك الوزارة الرفيعة وقت وجود المعزول فى الحكم إلى علاء عبدالعزيز أحد المنتمين إلى فكر الإخوان، ومحافظة الأقصر التى تشهد على حضارة مصر الفرعونية أوكلوها إلى أحد الأعضاء المنتمين إلى الجماعة الإسلامية، التى كانت متورطة فى حادث مذبحة الأقصر عام 1997. ■ وكيف تحلل هذا الأمر؟ - التحليل واضح، بأنهم كانوا لا يملكون أى خطة للبناء، لذلك حدث نوع من التشرذم، وهذا الأمر جعل الناس متخوّفة من المستقبل إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو التى أعطت للناس أملاً فى التصحيح. ■ كيف ترى الصدام بين شباب 25 يناير و30 يونيو؟ - أولاً عندما قامت ثورة 25 يناير حدث نوع من التطهير الإنسانى لدى المصريين واجتمع الطلاب والمثقفون وانضم إليهم الفقير والغنى والمسلم والمسيحى، حتى الكثير من أعضاء الحزب الوطنى نفسه انضم إلى الثورة، وحدث كثير من الانضباط والإتقان، وهذا كله أثرى الحميمية بين أفراد الشعب، فكل واحد كان يريد أن يسامح ويحب الآخر ويتغاضى عن أخطائه، ولكن قام فصيل بسرقة تلك الثورة العظيمة، إلى أن قامت ثورة 30 يونيو. ■ هل الإخوان تآمروا على ثورة 25 يناير؟ - الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير، وهم لا يؤمنون بالديمقراطية وشاركوا فقط فى ثورة يناير للاستحواذ على الحكم والسلطة وتبنوا منهج كاتب اسمه «جين شارب» ألف كتاب «من الديكتاتورية للديمقراطية سلمياً»، وهذا الكتاب يعتبر «منافيستو الشيوعية» وترجم إلى 31 لغة، ويتضمن تعليم الفرد لإنزال ديكتاتور من العرش فى 193 خطوة سلمية، ويتم تنظيم حملات ومحاضرات فى بعض المنظمات لشرح تلك الخطوات. ■ ومن الذى يمول مثل تلك الحملات والدروس؟ - «فريدوم هاوس»، وهى مؤسسة مكونة من مجلس أمناء ومؤسسات عسكرية وال«سى آى إيه» والمباحث الفيدرالية، ويتم تمويل تلك المشروعات، بزعم دعم الديمقراطية فى الدول العربية منذ عام 1973، وكان الغرض من إنشاء تلك المؤسسة هو حماية إسرائيل، عن طريق تفتيت الجيوش الوطنية، مثلما حدث فى سوريا وليبيا وتونس، وهذا ما كان ينفذه الإخوان فى مصر، لأنهم لا يؤمنون بالوطنية، ولكن إيمانهم المزعوم كان بما يُسمى الأمة الإسلامية، فبدأت تلك المؤسسة تشجع الإخوان مع حركتى «كفاية» و«6 أبريل» منذ عام 2006 مع عمال غزل المحلة. ■ هل ترى أنه ما زال هناك تعاون بين تلك المؤسسة وتنظيم الإخوان؟ - طبعاً، وهذا حدث فى 25 يناير، ولا يزال يحدث حتى الآن، من تعطيل للمواصلات أثناء مسيراتهم وعدم احترام الحكومة والمساس بهيبة الدولة والعصيان المدنى بجانب العنف الذى يستخدمونه، وأؤكد أن جزءاً من الاعتصامات الفئوية التى تشهدها البلاد وراءها الإخوان. ■ هل المشهد كان مختلفاً فى 30 يونيو؟ - نعم لأن الإخوان فشلوا فى قراءة العقل المصرى، فلا يوجد بلد فى العالم استطاع أن يطيح برئيسين فى 3 سنوات. ■ كيف تحلل تصرفات قيادات الإخوان خلال محاكمتهم؟ - تصرفاتهم حيل دفاعية لا شعورية لحفظ ماء الوجه أمام مريديهم، وكلها عمليات تمثيلية، والابتسامة التى تلازمهم أثناء المحاكمة تحمل بداخلها حسرة وضياعاً للأمل. ■ كيف ترى تصريحات المعزول محمد مرسى التى تم تسريبها مع الدكتور سليم العوا، والتى تبين عدم مبالاته بالمحاكمة؟ - إحدى الحيل الدفاعية للإبقاء على كرامة الإنسان هى الإنكار، فكلهم لديهم حالة إنكار وهذه الحيلة الوحيدة التى تستطيع أن تحافظ على كبريائهم، فتصريحاتهم السابقة قالوا فيها إنهم سيظلون بالحكم 500 سنة، ووجدوا أنفسهم خلف القضبان بعد أقل من عام، فهم يعيشون فى عالم افتراضى وهمى فى الماضى وليس عالماً فيه مستقبل، أما بالنسبة لشخصية «مرسى» داخل القفص، فهذه التقلبات دليل على أزمة فى الهوية الذاتية، فهو يتأرجح ما بين المسجون الذى خرج ليصبح رئيساً ثم مسجوناً مرة أخرى، وأى شخص عادى ممكن أن تحدث له تلك الهزة. ■ كيف ترى دعوات المصالحة التى تخرج بين الحين والآخر؟ - الإخوان عندهم ضلال سياسى ودينى وتعالٍ على الشعب، وهذا ناتج عن أفكار سيد قطب التى يتبعها القيادات، أما الشباب فتعرضوا لغسيل مخ من الطفولة، وبالتالى يجب عرض الشباب على دوائر معرفية وثقافية ومعلوماتية تبدد هذا الضلال الذى يعيشون فيه واستيعابهم مرة أخرى. ■ هناك بعض المنظمات الحقوقية تطالب بالإفراج عن المحتجزين، بدعوى أن ذلك يساعد على وقف العنف، ما تعليقك؟ - كثيرون من العاملين فى حقوق الإنسان وشباب الثورة أصبح عملهم الأساسى أنهم ثوار، وكأنها وظيفة، ونادراً ما تجد أحداً ناجحاً من هؤلاء فى تخصصه، ونحن الآن نعيش حالة حرب، لذلك يجب أن نتغاضى عن بعض حقوق الإنسان التى يدعيها البعض إذا تعارضت مع أمن الدولة حتى لو لمرحلة معينة. ■ كيف ترى المزاج الشعبى للمصريين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ - المزاج الشعبى يتجه للمنقذ «اللى الناس بتحبه» من غير مبالغة الإعلام، فنحن كمصريين عباقرة فى خلق الفرعون، ويجب أن يجتهد المُنقَذ «الشعب» بالعمل وتحمل المسئولية واحترام القانون والقضاء. ■ كيف ترى شعبية «السيسى» و«صباحى» فى الانتخابات المقبلة؟ - أولاً لازم نفرق بين حاجتين؛ حب الناس ل«السيسى» وحب الناس ل«صباحى»، فحب الناس للمشير نابع من كونه من الشعب، أما حب فئة ل«حمدين» فهو نابع من حبهم لتيار وحزب هو ينتمى إليه، ومن هنا تظهر المقارنة، واحد بيمثل شعب وبياخد قراره معتمد فيه على الشعب، وواحد بيمثل حزب وبيعتمد عليه فى قراراته، وهذا سيظهر فى البرنامج الانتخابى للمرشحين. ■ هل تيار الإسلام السياسى خرج من حسابات المصريين؟ وما رأيك فى موقف حزب النور؟ - أعتقد أن التيار الإسلامى لم يؤذِ أحداً إلا نفسه، وأما مواقف حزب النور، ففى اعتقادى أن لديهم مراوغة ونوعاً من «السذاجة». ■ هل انتهت فكرة الحاكم الفرعون، أم أن المصريين دائماً يبحثون عن فرعون، ثم يبرعون فى إزاحته فى الوقت المناسب؟ - كما قلت لك نحن كمصريين عباقرة فى خلق الفرعون بفضل مباخر الإعلام المبالغة، فالإعلام يلعب دوراً فى الوقت الحالى استبدادياً وإرهابياً، ولكن الوعى السياسى للشعب المصرى والدستور الجديد سيمنع خلق فرعون جديد. ■ نصيحة توجهها إلى المشير عبدالفتاح السيسى؟ - نجاح أى قائد يعتمد على نجاحه فى اختيار معاونيه من أبناء الحياة، وليس من أبناء الماضى، ولا تنسَ أنك أصبحت مدنياً، تقبل النقد، فقد سبق أن قال لينين: «النقد الذاتى هو خبزى اليومى». ■ كيف تقيّم أداء حكومة «الببلاوى» المستقيلة؟ - أعتقد أن أى إنسان فى الوقت الحالى يعلم جيداً أنها كانت حكومة انتقالية لم تستطع القيام سوى بأعمال وقتية، فماذا كانت تستطيع أن تفعل فى وقت قصير؟ كيف تكون منقذة والناس مشغولون فى الاعتصامات والجلوس على المقاهى؟ وكنت أرى أن الدعوات التى كانت تطالب بإقالتها «شخصية». ■ وما تقييمك لحكومة المهندس إبراهيم محلب؟ - أى إنسان يتحمل مسئولية الوقت الحالى، والمحنة التى تمر بها مصر، أمنياً واقتصادياً وسياحياً وأخلاقياً، فهو عمل شبه انتحارى، لأنه سيتلقى الكثير من النقد، بدلاً من التشجيع، وأهيب بالإعلام أن يضع نفسه، محل أى مسئول أو رئيس وزراء، وسيجد أن ما يفعله الوزراء حالياً، أكثر من القدرات البشرية. ■ هل تعتقد أنها ستنجح فيما فشلت فيه حكومة «الببلاوى»؟ - أتوقع أن تعمل بشكل أفضل، لكن يجب أن نعلم أن الإنسان الذى لا يعمل لا يخطئ، ولكن الإنسان الذى يعمل بحماس، قد تصدر منه بعض الأخطاء، ومن لا يخطئ ففضائله متواضعة، أو بشكل أوضح قليل الفضائل.