رفعت وزارة الأوقاف، اليوم، حالة الطوارئ داخل المساجد وقطاعات التفتيش، لمتابعة مدى التزام المساجد بإغلاق دورات المياه وأماكن الوضوء بالمساجد، وغلق محابس المياه فى غير أوقات نظافة المسجد، وجميع كولديرات المياه، ورفع أى أدوات للسُقيا، فى ظل الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الوزارة للوقاية من فيروس كورونا. وقالت الغرفة المركزية للأوقاف، برئاسة الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى، إنه تم التواصل مع المحافظات، اليوم، للاطمئنان على بدء تنفيذ قرارات خطبة الجمعة، لافتاً إلى أن الصلاة أقيمت بالمساجد التى بها صحن أو ساحة، أما غيرها فقد تمّت الصلاة بها مع عمليات تعقيم مستمرة وفتح جميع وسائل التهوية. وقال «طايع» ل«الوطن»، إن خطبة الجمعة لم تزد على 15 دقيقة، وتناولت الحديث حول الأسباب الظاهرة والباطنة لرفع البلاء، ووجوب طاعة ولى الأمر، وعدم الانسياق خلف الشائعات. وتضرّعت منابر الجمهورية التى تقدّر ب120 ألف منبر إلى الله، لكى يُنقذ الإنسانية كلها من فيروس كورونا، وأجهش الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، بالبكاء خلال دعائه فى نهاية خطبة الجمعة، أمس، بمسجد ماسبيرو، داعياً بأن يحفظ الله مصر من كل مكروه، وأكد فى خطبته أن الله جعل لرفع البلاء أسباباً ظاهرة وباطنة ينبغى الأخذ بها، ومن الأسباب الظاهرة الأخذ بالعلم، واحتياطات أهل الاختصاص، وتنفيذ التوجيهات التى تصدر من مؤسسات الدولة الرسمية، فطاعة ولى الأمر ومن يفوضه، أو ينوب عنه من مؤسسات الدولة الوطنية واجبة. كما نصح أيضاً بأن تكون الأسباب الباطنة نُصب أعيننا، ومنها حُسن التوكل على الله تعالى، والدعاء والتضرّع له، وبالصدقة. وأكد «جمعة» أن الأزمات والمواقف الحرجة تُظهر معادن الناس وحقيقة أخلاقهم، وعلى الجميع البُعد عن الأنانية والاحتكار. الأئمة يوجهون إرشادات لمنع انتقال العدوى.. ويتضرعون إلى الله بأن يرفع البلاء شهدت ساحات عدد من المساجد بالقاهرة والجيزة إقبالاً كثيفاً من المواطنين بعد ساعات من قرار رئيس الوزراء بمنع التجمعات وإغلاق المحال التجارية والمطاعم فى السابعة مساء، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية التى تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا، المواطنون لم يلتزموا بالإرشادات المتعلقة بضرورة ارتداء الكمامة فى التجمعات منعاً لانتقال العدوى إلى جانب ضرورة ترك مسافة لا تقل عن متر بين كل فرد وآخر حال وجودهم فى أماكن التجمعات. ففى مسجد أسد بن الفرات بمنطقة الدقى الذى شهد إقبالاً كثيفاً من المواطنين لم تتخذ إدارة المسجد إجراءات وقائية للحد من انتشار الفيروس، ولم تمنع المصلين من استخدام صنابير المياه حتى لا تنتقل العدوى فى حال وجود إصابة بين المصلين، وانقسم المصلون إلى نصفين، الأول منهم يصلى داخل المسجد الذى لم يكن مزدحماً عند رفع الأذان، والنصف الثانى من المصلين جلس فى الساحة الخارجية للمسجد منذ البداية رغبة منهم فى حماية أنفسهم من خطر الوجود والتجمع فى مكان مغلق، وذلك بعدما فرغ الجميع من الوضوء فى المكان المخصص لذلك خلف المسجد، وهو عبارة عن عدة صنابير للمياه داخل حوض كبير، فى الهواء الطلق. بصوت مرتفع وقف رجل أربعينى يرتدى جلباباً و«لاسة» بيضاء ينادى فى الناس ويقول إن دورات المياه مغلقة ومسموح فقط باستخدام صنابير المياه، وذلك بعدما قامت إدارة المسجد بغلقها ووضع قطعة خشبية عليها منعاً للدخول، ولكن لم يمنع ذلك المواطنين من استخدام إحدى دورات المياه قيد الإنشاء. وفى أحد المساجد القريبة من شارع البطل أحمد عبدالعزيز، جلس المصلون فى ساحة ضيقة أمام المسجد بعدما امتلأ المسجد عن آخره، دون اتخاذ إجراءات احترازية لمنع انتقال العدوى، الجميع يجلسون بجوار بعضهم البعض دون فواصل بينية للحماية، فى مكان مغلق لا تزيد مساحته على 3 أمتار. لم تستغرق الخطبة سوى 10 دقائق فقط، وكان ملخصها الحديث عن كيفية الوقاية من الفيروس وضرورة مساندة جهود الدولة فى الحد من انتشار الفيروس، إلى جانب الاهتمام بالنظافة الشخصية والتقرب إلى الله فى تلك الفترة والدعاء برفع البلاء. بينما شهدت الزوايا المنتشرة فى محيط منطقة البحوث، افتراش المواطنين الشوارع ب«سجاجيد» الصلاة والجلوس للاستماع إلى خطبة الإمام عن بُعد عبر مكبرات الصوت، ولم تكن هناك أى إجراءات وقائية اتخذها المواطنون لحماية أنفسهم من خطر انتقال العدوى إليهم. لم يختلف الحال كثيراً فى مساجد القاهرة، حيث شهد أحد المساجد بمنطقة «الضاهر» إقبالاً كثيفاً من المواطنين للصلاة، ولكنهم قرروا من تلقاء أنفسهم الصلاة خارج المسجد فى الساحة المحيطة به، خوفاً من الدخول إلى المسجد وانتقال العدوى إليهم، قبل أن يخطب فيهم الإمام ويدعوهم للدخول إلى المسجد، محذراً أنه لن يبدأ الخطبة قبل أن يدخلوا إلى المسجد، وبعد أن يمتلئ يمكنهم الصلاة بالخارج، ومع رفض المصلين الدخول أصر هو الآخر على عدم استكمال الصلاة قبل أن يمتلئ المسجد بالمصلين، ما دفع الناس إلى دخول المسجد. وتحدثت أئمة المساجد فى خطبة الجمعة اليوم عن فيروس كورونا، إلى جانب الدعاء إلى الله بأن يحمى البلاد والعباد.