قال الكاتب الصحفي محمود مسلم، مدير تحرير جريدة "الوطن"، إنه يجب على الإعلام أن يراعي بعض الأمور مثل الفتنة الطائفية والقبلية، موضحًا أن السعي وراء إحداث انفرادات إعلامية في صورة تؤجج المشاعر غير موفق بالمرة، ويقود لمثل هذه الأحداث التي نشهدها في أسوان. وأكد مسلم، خلال استضافته ببرنامج "حزب الكنبة"، الذي تقدمه الإعلامية نائلة عمارة، على قناة "القاهرة والناس"، أنه يجب على الجميع أن يتحدث لكي تتحرك الدولة، منوهًا بأنه لا يجب أن يكون الإعلام وقودا لتهييج أي أزمة في ظل أن الدولة المصرية لا تزال غير "ماسكة" نفسها بشكل كبير نظرًا للظروف الصعبة، التي تواجهها. وشدد الكاتب الصحفي على ضرورة أن يكون هناك نوعا من المتابعة العقلانية لمثل هذه المواقف، التي حدثت في أسوان بين قبيلتي "بني هلال" و "الدابودية"، مشيدًا بالشعب الأسواني في طيبته عن باقي محافظات الصعيد. وتحدث مدير تحرير "الوطن"، عن أنه من الممكن أن يكون هناك معلومة خاطئة سادت بين الناس، وبالتالي أحدثت نوعا من التهييج بينهم، قائلًا: "في النهاية نكتشف أن المعلومة غير دقيقة وتم استثمارها بشكل خاطئ". واستطرد مسلم: "البلد ما بقاش فيها كبير يلم الدنيا، وللأسف رغم أن أسوان مليئة بالقيادات الكبيرة والمؤثرة لكنه لم يتدخل أحد لاحتواء الموقف المتأزم هناك"، موضحًا أن ما يحدث له علاقة بالثقافة الاجتماعية لدى الشعب المصري، لافتًا إلى أن الدولة المصرية بها نوع من الفككان والسيولة في مواجهة مثل هذه الأمور. وأشاد مدير تحرير "الوطن"، بمبادرة الرئيس عدلي منصور الخاصة بإنهاء خلاف مدينة زويل بعد مرور 3 سنوات من المشاكل. وتساءل مسلم هل جميع المشاكل الرئيس منصور هو الذي سيحلها بنفسه، وهل لا يوجد أحد في هذا البلد لا يستطيع حل المشاكل، موضحًا أن هيبة الدولة أصبحت في تراجع، مضيفًا: "خلال السنوات الثلاث الماضية أصبح لا يوجد سقف للأخلاق والجميع تمت إهانته، وأنا كتبت مقالة عن دولة اللاوعي، والشعب تعرض لعملية تشويش ممنهجة". وأشار مسلم إلى أن الدولة المصرية على مدار ال30 عامًا الماضية لم يكن لديها مشروع للوعي، وبالتالي طوال الوقت نتعرض لمؤامرات ضد وعي المواطنين، موضحًا أن الأولويات، التي يجب أن نهتم بها ضعفت، وأصبح التركيز في الأمور والقضايا "التافهة"، مثل الحديث عن العجلة التي ركبها المشير "السيسي" و "التريننج" الذي ارتاده المشير. وأكد الكاتب الصحفي أن الإخوان استطاعوا إحداث عملية تشويش لعقل الشعب المصري، قائلًا: "عندما زار المشير طنطاوي وسط البلد تحدث الناس عن هذه الزيارة لمدة خمسة أيام"، لافتًا إلى أن الجميع أصبح يسخن القضايا. وطالب مسلم الجميع بضرورة التفكير الجيد في المؤامرات، التي تحاك ضد مصر، محذرًا من رحلة أمير قطر "تميم بن حمد" للسودان ثم تونس، موضحًا أنها محور لتطويق مصر. وتابع: "لدينا فرصة جيدة لإقصاء الفكر الإخواني"، مؤكدًا أن الإخوان تغرة في جسد الشعب المصري، مثنيًا على موقف السعودية في التعامل مع جماعة الإخوان الإرهابية. وتساءل مسلم: "لماذا لا يتم حتى الآن إبعاد هشام جنينة عن منصب رئيس الجهاز المركزي المحاسبات، وهو شخص تحدث مرة عن فساد في عصر مرسي ومرة أخرى تحدث أنه لم يفسد شيء". وأضاف: "أسوأ شعار تم التحدث عنه في تاريخ الشعب المصري، هو شعار لإهانة المصريين يسقط حكم العسكر"، منوهًا بأنه نصح حمدين صباحي بأن نكون جميعًا متوحدين حتى لا يكون هناك تفكك مرة أخرى، مبديًا استغرابه من موقف "صباحي" عندما قال: إن الجيش سيقف بجوار السيسي ضد الشعب، منوهًا بأن الجيش المصري جيش عريق، واصفًا إياه بأنه مصنع الرجال، معتبرًا المشير السيسي الرئيس المنقذ لمصر، وليس الملهم. واختتم مسلم تصريحاته بأنه لا يجب على المشير أن يعمل على إرضاء الجميع حتى لا يخسر مثل ما فعله عمرو موسى وأبو الفتوح في انتخابات 2012.