قال اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، إن الوضع الأمنى فى قرية السيل التى تشهد الاشتباكات الدائرة بين قبيلتى الهلالية والدابودية خطير للغاية بعد قيام الشباب بإطلاق الرصاص بشكل عشوائى وإشعال النيران فى المنازل، ووجود رغبة الانتقام لدى الطرفين. واتهم المحافظ فى حوار ل«الوطن» عناصر تنتمى لجماعة الإخوان الإرهابية بإشعال فتيل الأزمة بين الطرفين، وتوزيع الأسلحة النارية على الشباب للتدليل على الغياب الأمنى فى المحافظة واستغلالها فى إثبات فشل النظام الحالى. ■ بداية، ما الإجراءات السريعة التى اتُخذت لوقف الاقتتال بين القبيلتين؟ - خلال الأيام الماضية لم تتوقف الاجتماعات بشيوخ وعواقل القبيلتين لأنهم الأقدر على إجبار شبابهم على التخلى عن حمل السلاح ووقف أعمال العنف، ولجأت للاستعانة بكبرائهم من مراكز ومدن أخرى حتى يتغلبوا معنا على حماس الشباب الذى يفسد كل مقترحاتنا للوصول إلى حلول وسط للأزمة، وهو ما لا يمكنّنا من الوقوف على حقيقة الأمر. ■ بعض الأهالى اشتكوا من الغياب الأمنى واعتبروا ذلك السبب الحقيقى وراء استمرار الأزمة.. ما صحة ذلك؟ - خلال جولة فى منطقة السيل الريفى للوقوف على حقيقة الأزمة، وجدت أن قوات التأمين الموجودة داخل المنطقة ليست كافية، فى ظل تداخل وقرب منازل القبيلتين، فقمت بإجراء اتصال بوزير الداخلية أبلغته فيه بخطورة الوضع وضرورة ضخ قوات جديدة والتعاون مع القوات المسلحة للسيطرة على غضب الشباب الذى قد يتسبب فى إراقة المزيد من الدماء، ووجهت الرسالة نفسها للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وكذلك اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، بعد أن شاهدت بعينى منازل من الطرفين احترقت أمام عينى أثناء وجودى فى القرية للوقوف على حقيقة الأمر، وعندما أخبرنى الأهالى بذلك، طلبت منهم ينفدوا بنفسهم على وعد بتعويض كافة الأضرار المالية التى قد تقع بهم، ولجأت إلى مثل هذا السلوك لأن الحادث جلل، وعدد المتوفين كبير، بخلاف الإصابات. ■ لماذا لم يتم اتخاذ قرار فورى ينهى الأزمة فى بدايتها، وعدم ترك الأحداث تصل إلى هذا الوضع المتردى؟ - الوضع محتقن، والرغبة فى الانتقام لدى شباب القبيلتين شديدة، نتيجة الصور التى تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعى وبعض وسائل الإعلام لجثثهم وهى ملقاة على عربات كارو، أو الفيديو الذى ظهر فيه التمثيل ببعض الجثث، لذلك أبلغت الجهات المسئولة بخطورة الأمر، لأنه توجد أمور فى الصعيد لا أستطيع أن أتدخل فيها، يأتى على رأسها العادات والتقاليد الحاكمة للقبائل، والبعض استغل الحادث وقام بالترويج لشائعات لتزيد من اشتعال الأزمة. ■ من الذى استغل الحدث؟ وما الهدف من ذلك؟ - يجب أن نصارح أنفسنا بحقيقة الطرف الثالث الذى يقوم بدور اليد الخفية لإشعال فتيل الأزمة، ومن ثم الاستفادة من الكوارث التى تحدث للتدليل على الغياب الأمنى فى المحافظة وفشل الأجهزة المعنية بوضع حلول للأزمة، وهو جماعة الإخوان الإرهابية، التى قام بعض عناصرها بكتابة العبارات المسيئة على جدران المدرسة المشتركة بين القبيلتين، والتى كانت الشرارة الأولى للأزمة، وهذا الكلام قاله لى كبار وعواقل القبيلتين. ■ ما صحة الحديث عن تهجير عدد من أسر القبيلتين؟ - بالفعل تم تهجير عدد من الأسر من القبيلتين، والذين تقع منازلهم داخل منازل القبيلة الأخرى، فحملوا أمتعتهم واتجهوا للعيش لدى أقاربهم فى مناطق بعيدة عن الأحداث، نتيجة لعشوائية إطلاق الرصاص واستمرار اشتعال النيران فى المنازل. ■ خلال الاجتماع بعقلاء القبيلتين، ما المطالب التى رغبوا فى تنفيذها؟ - مطالب كبار القبيلتين كانت واحدة، تمثلت فى الوصول إلى الفاعل الحقيقى وتقديمه للمحاكمة، ونزع السلاح من القبيلتين، ومعرفة من قام بتوزيعه على الأهالى، وزيادة قوات الأمن للفصل بين القبيلتين لمنع الاحتكاك بينهما. ■ من أين أتت الأسلحة التى يتم استخدامها فى الاشتباكات بين القبليتين؟ - محافظة أسوان شهدت انفلاتاً أمنياً فى أعقاب ثورة 25 يناير، وهو ما دعا البعض لاقتناء الأسلحة بشكل كبير، بخلاف قيام بعض الأشخاص الذين يرغبون فى زيادة اشتعال الأزمة، بتزويد الأهالى بالأسلحة النارية. ■ كيف ترى علاقة القبيلتين مع بعضهما فى الفترة المقبلة؟ - المناوشات والاشتباكات سوف تستمر لفترة طويلة، ولن تتوقف بين يوم وليلة، بسبب وفاة أعداد كبيرة من الطرفين وإصابة العشرات، والأزمة الأكبر تتمثل فى تربص الكل ببعضهم البعض، وهذا ما سوف يزيد من اشتعال الأزمة كلما التقى شخص بآخر من الطرف الآخر.