سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سائقون على طريق «مصر - ليبيا»: غياب التأمين يعرضنا للخطر كل لحظة.. و«ليبيون» يستغلوننا لتحقيق مكاسب شخصية «مصطفى»: أخطر منطقة تواجهنا فى ليبيا هى بوابة ال200 على الطريق الصحراوى
منذ اندلاع الثورة الليبية قبل 3 سنوات والسائقون المصريون يتعرضون لمخاطر عديدة فى ليبيا، من قبَل جماعات مسلحة لا تستطيع الحكومة هناك فرض سيطرتها عليهم، واشتكى عدد من السائقين الذين يسافرون إلى ليبيا من حالة الانفلات الأمنى وحذروا من تكرار عملية احتجاز السائقين فى الأيام المقبلة لعدم تحقيق الاستقرار هناك، وأوضحوا أن الطريق الصحراوى وبوابة ال200 ومنطقة أجدابيا أخطر المناطق التى تواجه السائقين. مصطفى عبية، 32 سنة، سائق دولى من كفر الزيات، عاد من ليبيا منذ يومين ويستعد للسفر اليوم، يقول إن أزمة سائقى الشاحنات المصرية فى ليبيا تكمن فى حالة الانفلات الأمنى الشديدة منذ الثورة الليبية: «لا توجد حكومة ولا شرطة ولا جيش بالمعنى المتعارف عليه، كثرة السلاح هناك تهدد أى استقرار أمنى أو تنموى، لأن كل قبيلة تمتلك كميات كبيرة من السلاح وتحكم نفسها بنفسها». وأضاف مصطفى: «تم استبدال الشرطة فى ليبيا بالبلطجية بعد الثورة الليبية، وهؤلاء كانوا يبتزوننا ويستولون منا على بعض النقود بعيداً عن أعين الشرطة، لكننا فوجئنا فيما بعد بارتدائهم ملابس ضباط الشرطة وإيقاف الشاحنات. يتابع مصطفى: «إن أخطر منطقة فى ليبيا تواجه السائقين المصريين هى بوابة «ال200» التى تقع على بعد 400 كيلومتر من السلوم وهى محاطة بالجبال من الاتجاهين وتتوسط 400 كيلومتر من الصحراء القاحلة. هذه البوابة لا يوجد بها سوى كافيتريا واحدة ومحطة وقود ولا يوجد بها نقطة إسعاف أو مستشفى، البوابة يسيطر عليها نفس العساكر المتطوعين وغير النظاميين لكنهم مسلحون بأسلحة ثقيلة وسيارات حديثة». وأوضح مصطفى أن «الطريق الصحراوى فى ليبيا خطير جداً بالنسبة للسائقين ومأوى آمن للبلطجية، كما أن بعض الأهالى هناك يفضلون قطع الطريق فى قرية البيضان التى تبعد عن أجدابيا بحوالى 20 كيلومتراً، وهم يقومون بذلك لتحقيق مطالبهم لدى الحكومتين الليبية والمصرية، وإذا لم يقوموا بقطع الطريق الدولى واحتجاز الشاحنات المصرية لن تسأل عنهم الحكومة، لأن إيقاف حركة الشاحنات يكون له صدى واسع فى الأوساط المصرية التى تضغط على الجانب الليبى من أجل الإفراج عن السائقين وسيارات النقل». يستطرد مصطفى قائلاً: «يتم احتجازنا لمدة تزيد على أسبوع، لحد ما الناس تتحرك فى مصر، محدش بيتعرض لينا بالسلاح أثناء الاحتجاز لكن قد يعتدى علينا أحد الشبان بالألفاظ السيئة، لكن عقلاء القبيلة يتدخلون ويمنعونهم من تكرار ذلك، ليس بالضرورة أن يكون محتجزونا من أهالى قرية «البيضان» لكنهم قد يكونون من أجدابيا ومن أماكن أخرى لكنهم اختاروا تلك المنطقة لأنها متسعة وتسمح بتخزين آلاف الشاحنات». ناصر عبدالواحد، سائق دولى، يقول: «أنا من أوائل السائقين الذين كانوا يسافرون إلى ليبيا منذ أكثر من 20 سنة لكنى توقفت الآن عن السفر إلى هناك بسبب سوء المعاملة، تم اختطافى فى إحدى المرات لمدة 20 يوماً تحت تهديد السلاح حتى تم الإفراج عنى بعد تدخل أصحاب البضاعة الحقيقيين، كما قاموا بإخفاء جواز سفرى لمدة يومين. أما سعيد البحر، سائق دولى من الغربية، فيقول: كنت فى مدينة مساعد فقام مواطن ليبى بسرقتى علناً، فذهبت إلى قسم الشرطة وتقدمت بمحضر ضده، فما كان من الضابط إلا أن قال لى: «هو أخد منك فلوس ليبية وليست مصرية، لذلك هى من حقه، الليبى ما هو سراق».