أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، أهمية التنسيق الأوروبي العربي لا سيما مع السعودية، لإرساء السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط. ونوهت "آشتون"، في حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية اليوم، بأن بنود المبادرة العربية للسلام ما زالت قابلة للتطبيق لإنهاء الصراعات في المنطقة، موضحة أن الاتحاد الأوروبي حريص على التنسيق مع لجنة المبادرة العربية للسلام في هذا التوقيت الذي تشهد فيه المنطقة تحركا دوليا لتفعيل مفاوضات السلام المباشرة. وقالت إن "القمة الأوروبية أشادت بالبيان الختامي لقمة الكويت"، مشيرة إلى وجود تقارب في وجهات النظر العربية الأوروبية. واعتبرت أن الأزمة الأوكرانية شغلت الرأي العام الأوروبي في الآونة الأخيرة، إلا أن التوصل إلى حل سلمي يعني الحفاظ على أمن واستقرار أوروبا. وأكدت "آشتون" على الاستراتيجية الأوروبية لدعم القارة الإفريقية في مشروعات التنمية ومكافحة البطالة والتنمية المستدامة، بجانب التعاون في المجالات السياسية المتعددة، إلى جانب ملف المياه الذي يشكل تحديا كبيرا للقارة الإفريقية. وعن القمة العربية في الكويت، وكيف قرأت نتائجها في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، قالت "آشتون" إن "قمة الكويت كانت أكثر من مهمة، وكان لها دلالات كثيرة على المسار العربي في المستقبل، لأنه ليس من مصلحة أحد أن يكون هناك خلافات عربية، كما أن القمة ناقشت ملفات ساخنة مثل الملف السوري وأزمة اللاجئين والأوضاع الإنسانية للشعب السوري، وأزمة العراق وأوضاع لبنان والسلام في الشرق الأوسط". وأضاف "نحن يهمنا أن ننسق في جميع هذه الملفات مع شركائنا في جامعة الدول العربية، وهنا أحب أن أشيد بجهود المملكة العربية السعودية في تقديم العون الإنساني للشعب السوري، كما يهمنا أن نؤكد على سياستنا الرامية لتأمين الأمن والاستقرار في المنطقة، والملف النووي الإيراني له مدخل مهم فيها". وعن البيان الختامي للقمة العربية، قالت "نحن اتفقنا مع بنود البيان الختامي فيما يخص دعم ائتلاف المعارضة السورية وأهمية تنفيذ بنود جنيف 1، من أجل تشكيل هيئة حكم انتقالية في سوريا لمرحلة ما بعد الأسد وعقد انتخابات رئاسية حرة، وهو الأمر الذي يتطلب وقف القتال وبأسرع وقت ممكن، ونحن نؤيد الحل السياسي للأزمة السورية، كما نتوافق في ملف مكافحة الإرهاب، لا سيما أن هذا الملف يشكل تحديا كبيرا لنا في أوروبا ولأصدقائنا في العالم العربي، ولذلك ينبغي التنسيق المتواصل وتبادل المعلومات وهو أمر مهم جدا". وعن القمة الأوروبية الأمريكية التي تزامنت من القمة العربية، قالت "آشتون" إن "القمة الأوروبية الأمريكية كانت مهمة نظرا للأحداث التي يشهدها العالم، غير أن الأحداث في أوروبا كان لها ردة فعل لا يمكن الاستهانة بها، حيث اتخذت القمة الأوروبية الأمريكية قرارات مهمة بشأنها.. وبرأيي، أن أهم نقاط القمة تمثلت في تفعيل مبدأ الحوار والسعي في تمرير اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، بجانب التنسيق في ملف السلام بالشرق الأوسط والملف النووي الإيراني". وعن لقاء خادم الحرمين الشريفين بالرئيس الأمريكى باراك أوباما في السعودية، قالت إنه "اعتبر حدثا عالميا كبيرا، وكان محط أنظار الاتحاد الأوروبي.. فالمملكة العربية السعودية تقوم بدور محوري في إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة، كما أنها من أكبر الدول المصدرة للنفط، وتحظى بالاحترام والتقدير في الأوساط العالمية، فضلا عن سياسة الملك عبدالله التي تدعم مبدأ الحوار والتعايش السلمي وإحلال السلم العالمي، كل هذه المعطيات جعلت القمة السعودية الأمريكية مهمة جدا، لا سيما أن الجهود تمثلت في تقريب وجهات النظر بين البلدين وتنسيق سياساتهما حيال إحلال السلام في المنطقة، ولقد كان لمسار قضية السلام في الشرق الأوسط وجولة وزير خارجية الولاياتالمتحدة كيري إلى المنطقة اهتماما كبيرا من جانبنا، لقناعتنا أن المملكة العربية السعودية يمكن أن يكون لها دور مؤثر جدا في تحقيق السلام، لا سيما أن جميع التوجهات ترتكز بالنهاية على المبادرة العربية للسلام والتي أقرتها القمة العربية في عام 2002 في بيروت".