طالبت دار الإفتاء المرشحين لانتخابات الرئاسة بضرورة اتباع عدد من الأخلاقيات عند إجراء الانتخابات الرئاسية تتمثل فى 8 شروط، فى مقدمتها الإنصاف، حيث يجب التحلى بالعدل والإنصاف فى القول والفعل بين المرشحين أو بين المرشح والناخب أو بين الناخبين، وذلك لتحقيق المنافسة الشريفة بين المرشحين، بما يساهم فى خلق مناخ يتسم بالوئام أثناء العملية الانتخابية، واستشهدت «الإفتاء» بقوله تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتّقْوَى وَاتّقُوا اللَّه إِنّ اللَّه خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾. ودعت «الإفتاء» فى أحدث أبحاثها إلى البعد عن العصبية والتحزب الممقوت خلال الانتخابات، مؤكدة أن الإسلام نهى عن الهجر والتقاطع، وحذر من أسبابهما من العصبية والعنصرية، وكذلك النقاشات والمجادلات العقيمة التى تفضى إلى المشاحنات؛ التى يقع بسببها التباغض وإفساد المودة بين أبناء الوطن الواحد، لقول الرسول (عليه الصلاة والسلام): «إياكم والظن؛ فإنّ الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً». وشددت «الإفتاء» على أهمية التثبت فى نقل الأخبار، وحذرت من الإسراع فى نقل الأخبار وإذاعتها قبل التأكد منها من خلال المصادر الموثوقة فى إصدار المعلومات. وأكدت دار الافتاء أن اتباع هذا المسلك فى العملية الانتخابية أساس لمنع الشائعات والأباطيل التى تروج لتعكير صفوها، لا سيما أن الأمر يتعلق بمصلحة عامة، مصداقاً لقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرّسُولِ وَإِلَى أُولِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾. وطالبت «الإفتاء» فى رابع شروطها بتجنب الخوض فى الأعراض، مؤكدة أن الشرع الشريف أولى الأعراض عناية خاصة، حيث قال الله تعالى: ﴿إِنّ الّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالّذِى تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾. وشددت على عدم المبالغة فى الدعاية الانتخابية والإسراف فى المال لأن هذا منهى عنه شرعاً، كما حذرت من وضع النصوص الشرعية من آيات أو أحاديث كشعار للمرشح؛ لِما قد يترتب على ذلك من وضع النصوص فى غير مواضعها، واستخدام المنابر فى الدعاية؛ لِما فى هذا من إخراج للمنبر عن وظيفته الرئيسية فى هداية الناس، وحدوث الشقاق بين المصلين. وحثت «الإفتاء» على عدم استخدام الوسائل غير المشروعة لجذب الناخبين، مثل شراء أصوات الناخبين؛ لأنه حرامٌ شرعاً، وسماسرته آثِمون؛ لأنه من قبيل الرشوة المنهى عنها شرعاً؛ والأصل فى المرشح أن يكون أميناً فى نفسه صادقاً فى وعده، ولا يجوز له استخدام أمواله فى تحقيق أغراضه الانتخابية بالتأثير على إرادة الناخبين بالخداع والكذب. وطالبت «الإفتاء» الناخبين بالاجتهاد فى اختيار الأصلح دون النظر إلى حزب أو جماعة أو مكان، مع العلم أن الأمر يدور بين الصواب والأصوب، لا الحلال والحرام. واختتمت «الإفتاء» شروطها لإجراء العملية الانتخابية بقبول ما تؤول إليه النتائج وتغليب المصلحة العامة لأن هذا يندرج تحت باب الوفاء بالعقود.