فستان أبيض بحضن طمي النيل.. مصمم بوستر مهرجان أسوان للمرأة يفك شفراته

البنت نور يشق السواد، أو طمي النيل، بفستان أبيض أشبه بملابس العُرس تتوسط دائرة حمراء، وكأن المشهد يُسجّل ليكون معبرا عن السينما الحديثة، ذلك المقصد الفني من تصميم "بوستر" الدورة الرابعة لمهرجان أسوان لأفلام المرأة، المقرر انعقاده في الفترة من 10 إلى 16 فبراير 2020، والذي طُرح رسميًّا مساء أمس.
يكشف مصمم البوستر هشام علي في حديث ل"الوطن"، كواليس التصميم، خاصة بعد اختياره للعام الثاني على التوالي لتنفيذ التصميم الرسمي لمهرجان أسوان، وسبق وأن أخرج التصميمات الرسمية الأخيرة لمهرجان الجونة السينمائي.
إشادة ورواج عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عبر بهاالكثيرون عن إعجابهم بالتصميم الدعائي لمهرجان أسوان لأفلام المرأة، إلا أن إحدى التعليقات أشارت إلى إحساسها بميول التصميم إلى الثقافة اليابانية "اللون الأبيض لجبل فوجي والدائرة الحمراء قرص الشمس كتعبير عن إمبراطورية الشمس المشرقة"، وردًا على ذلك قال مصمم "البوستر" إن التصميم بعيد عن اليابان "هو الموضوع إن راسخ في أذهاننا أي دائرة كبيرة حمراء مع مساحة لون بيضة علم اليابان، وده صحيح، لكن البوستر هنا نصه أسود، وده علامة التسجيل".
وكان لصفحة المهرجان الرسمية على "فيس بوك" تعليق على ذلك التشبيه بأن "التصميم بيقدم تصور بصري عن مهرجان أفلام المرأة، والذي صاغه في شكل مساحة كبيرة من اللون الأسود تمثل فراغ الصورة الفيلمية وكذلك تمثل الطمي الذي يرمز لعمق وادي النيل الأسود والذي يقطعه شعاع أبيض وبنفس الدلالات المتناصة يمكن أن تمثل مساحة اللون الأبيض ماء النهر الذي يشق هذا السواد ويتحول هو ذاته إلى تشخيص لعنصر مصوّر لفتاة فيما يشبه الحلم .. عبر عنه المصمم بفستان العرس الذي يخلط ما بين الضوء الأبيض الكاشف للصورة والنهر الذي يشق أرض مصر".
اعتبر "هشام" أن تصميم بوستر المهرجان هذا العام كان أصعب لكونها السنة الثانية التي يترشح ويُختير للتنفيذ، حيث اعتمد في المرة السابقة على اللغة المباشرة فظهرت في التصميم الدعائي "البنت الأسوانية وفرش ألوان تعبر عن الطبيعة هناك والمعابد"، لذا أراد هذا العام الخروج عن إطار المكان "لأن مكتوب وواضح، وهو مهرجان دولي، اشتغلت على إن الست هي الجزء الرئيسي في شاشة سينما حديثة".
صمم هشام كذلك التصميمات الدعائية الأربعة لمهرجان الجونة في دورته الأخيرة، والتي خصص اثنين منها للتعبير عن السينما بالمرأة، والاثنين الآخرين بالرجال، حيث صمم البوسترات تحت إدارة الشركة التي يعمل بها، فهو فنان بصري يعمل مخرجا فنيًّا في شركة إعلانات في القاهرة، ومصمم تصميمات في أستراليا وأمريكا، وحصل على جائزة أفضل تصميم من مكتبة الإسكندرية، وكان له معرض خاص برعاية يونيسكو وحصل على شهادة منهم عام 2015.