فى ممارسة احتجاجية أصبحت شائعة فى الآونة الأخيرة بعد أن بدأها بوعزيزى تونس فى 2010 مشعلاً الثورة التونسية، أحرق رجل من قطاع غزة الفلسطينى نفسه احتجاجاً على صعوبة الظروف المعيشية والفقر المدقع الذى يعيش فيه هو وعائلته. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، التى تديرها حركة حماس فى القطاع، أشرف القدرة، إن محمد أبوندى، توفى متأثرا بجروح أصيب بها بعدما أشعل النار فى نفسه». وأوضحت شرطة غزة أن الشاب ذهب إلى غرفة المشرحة فى مستشفى الشفاء بغزة، وسكب البنزين على جسده وأشعل النار فى نفسه، وقال والد محمد للصحفيين إن ابنه أراد أن يجذب الانتباه إلى سوء الأحوال المعيشية لعائلته، وتابع أنه طلب من ابنه أن يذهب للبحث عن عمل؛ لأنه ليس لديه عمل هو الآخر، مشيرا إلى الفقر الشديد الذى تعانى منه عائلته. ودعا أبوندى حكومتى غزة ورام الله بالضفة الغربية إلى مساعدته وأسرته على تحسين ظروف معيشتهم. وعلق أحد مواطنى غزة، جبر أبورجيلة، ل«الوطن» على الحادثة قائلاً: «إنها المرة الأولى التى يحرق فيها فلسطينى نفسه احتجاجاً على الظروف المعيشة»، لكنه توقع أن يتكرر هذا الحادث ليصبح ظاهرة، ورداً على سؤال حول تأثير فتح معبر رفح الحدودى فى التخفيف من الحصار، قال أبورجيلة: «فتح المعبر يستفيد منه أصحاب الأموال والشركات ولكن ماذا يفعل للعاطلين والعمال الفقراء». وفى تصريحات ل«الوطن»، شكك القيادى بحركة حماس، أيمن طه، أن تكون حادثة الانتحار جاءت احتجاجاً على الأوضاع المتدهورة، وقال: «ربما أحرق نفسه بسبب الاكتئاب». وأكد أنه لن يكون هناك رد فعل من الحركة على الواقعة. وتشير التقديرات الدولية إلى أن حدة الفقر والبطالة فى غزة وصلت إلى ذروتها بسبب الحصار الشديد الذى تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أن سيطرت حماس عليه بالقوة فى عام 2007.