نماذج مكافحة يزخر بها المجتمع المصري، كافحت وشقيت من أجل تربية أبنائهم ونجحوا أن يروا أبناءهم وهم يرتقون سلم التعليم الجامعي، ويحصدون المؤهلات العليا رغم أن آباءهم لا يجيدون مجرد القراءة والكتابة. "الوطن" ترصد نموذجين من نماذج الكفاح التي تفتخر بأبنائها خريجي الجامعات المصرية كما يلي: الحاجة عفاف فرانة تخرج من تحت يدها 5 جامعيين الحاجة عفاف وحكاية كفاحها أمام نار الفرن البلدي ل45 عاما، حيث أصيب زوجها الذي يعمل في فرن بلدي، بالقلب وأمراض الكلى فلم يكن أمامها خيار إلا أن ترتدي جلبابه وتقوم بعمل زوجها الشاق منذ الخامسة صباح كل يوم لتعول أبناءها وتنفق عليهم بدلًا من أن تمد يدها.. تستيقظ الحاجة عفاف عبدالمقصود وترتدي جلباب زوجها الراحل وتبدأ في عجن العجين وتقطيعه وفرده ثم إدخاله للفرن، ممتهنة هذه المهنة "الرجال" لتربي أبناءها وتعلمهم. وكانت ثمرة كفاح الحاجة عفاف أن: "الحمد لله ربيتهم وعلمتهم وجوزتهم"، مشيرة خلال لقائها مع الفنانة إسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة" المذاع عبر فضائية "dmc"، إلى أن لديها 4 بنات وولد، وتمارس عملها كفرانة وخبازة منذ 45 عاما. وأضافت: "مجوزتهمش وهما فرانين أنا كنت جاهلة مش متعلمة وكان نفسي إني أعلم عيالي وعلمتهم وجوزتهم". وحصل أبناء الحاجة عفاف الخمسة على مؤهلات عليا بكالوريوس تجارة وبكالوريوس خدمة اجتماعية، واثنان معاهد عليا وابنها الوحيد حاصل على بكالوريوس السياحة والفنادق ويعمل معها في المخبز. قصاص الحمير يتباهى بابنته الطبيبة "محدش مصدق إن قصاص الحمير بنته تبقى دكتورة".. هكذا بدأ الحاج ناصر عبده بدوي أبوعقول، قصاص المواشي والحمير بمركز أوسيم محافظة الجيزة، كلامه مفتخرًا أن مقصه وماكينة حلاقته خرجت طبيبة وخرجت مؤهلات عليا. الحاج ناصر الذي ورث المهنة كابرًا عن كابر قال إنه الجيل السابع أو الثامن من الأحفاد ممن عملوا في هذه المهنة، لافتًا إلى أن أبناءه كرهوا هذا المهنة وأحبوا التعليم ولم يبخل عليهم في شيء وأنفق عليهم حتى تخرجوا في الجامعة. لم تسع الدنيا الحاج ناصر وهو يعلن فخره وسعادته بأنه علم أبناءه "أنا سعيد إني كافحت وعلمتهم"، مضيفًا في لقاء لقناة "سكاي نيوز" أن ما وصل إليه أبناؤه لم يتوقعه أحد: "محدش بقا مصدق قصاص الحمير يخرج دكتورة". رفض الحاج ناصر طلبات أبنائه بأن يغلق محل حلاقة الحمير وأن يعتزل المهنة ويستريح فيما بقي من حياته ويستمتع بأيامه بين الراحة والطعام والشراب والصلاة والعبادة ولكنه رفض مشددًا على أنه لا يتحمل أن يجلس في بيته بدون عمل. وما زال الحاج ناصر يزاول مهنته مفتخرًا بأبنائه المتعلمين: "في أي مكان أنا بتباهى باللي هما فيه واللي وصلتهم ليه".