تحولت الشوارع التى شهدت الاشتباكات بين قوات الأمن وجماعة الإخوان فى عين شمس، أمس الأول، إلى منطقة منكوبة، حيث غطت مخلفات المعركة من الأحجار وحطام السيارات والمحال المحترقة المكان. وفيما تبادل طرفا المواجهة الاتهامات بشأن مقتل فتاتين و3 آخرين، من بينهم الزميلة ميادة أشرف، والطالبة الجامعية مارى، روى شهود عيان من أهالى المنطقة ل«الوطن» ما جرى من أحداث كان سكان المنطقة أبرز ضحاياها. قال أحمد خالد 32 سنة عامل: «كل يوم جمعة نسمع ضرب النار وبقينا متعودين عليه بس بنخاف على ولادنا يوم الإجازة ونقضيه محبوسين فى بيوتنا أو نذهب عند حماتى»، مضيفاً «بعد صلاة الجمعة مباشرة تجمع العشرات من أنصار جماعة الإخوان، وبدأوا يهتفون ضد السيسى ويتهمون معارضيهم بالانقلابيين وقاتلى الحرائر، بداية من شارع الكنيسة حتى المزلقان، واستمرت مسيرتهم تطوف فى الشوارع متجهة إلى منطقة الألف مسكن، وبعد ما يقرب من ساعة تقريباً سمعنا صوت صفارات مدرعات الشرطة وميكروفونات تحذر الجماعة وتطالبهم بفض المسيرة سلمياً والعودة إلى منازلهم. ووقف الطرفان «الشرطة والإخوان» بالقرب من مزلقان عين شمس بينهما مسافة نحو 300 متر، ورمى الإخوان قوات الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة، فأطلقت قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع». وأكد عادل جاد «20 سنة» طالب قائلاً إنه «بعد ساعة ونصف من الاشتباكات بين الشرطة والإخوان تم تفريق المسيرات الإخوانية، وانتهى إطلاق الرصاص، وعلمنا بمقتل شابين كانا يقفان فى الجهة الموجود بها الإخوان، فضلاً عن وجود مصابين بكسور وطلقات رصاص، وتسلمتهم سيارات الإسعاف. ووقفت قوات الشرطة وفرضت كردونات أمنية فى الميادين الرئيسية بعد أن تسلمت منطقة المزلقان. وبعد صلاة العصر شاهدنا مسيرات ضخمة آتية من مناطق المطرية والمرج، عددها نحو 1500 شخص حاولوا التوجه إلى منطقة ألف مسكن، وأثناء سيرهم وقعت اشتباكات عنيفة وبادرت قوات الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع فى محاولة لتفرقة الإخوان. فى المقابل، اتهم ثلاثة ضباط برتبة نقيب من قوات الأمن المركزى والإدارة العامة لمباحث القاهرة هم «أحمد وباسم ويوسف» أنصار جماعة الإخوان بقتل الضحايا الخمسة، والشروع فى قتل أفراد الشرطة، مؤكدين أن مسلحين تابعين للإخوان هم من أطلقوا الرصاص على الصحفية والطالبة الجامعية، وأضافوا أن ملثمين تعدوا على القتيلة «مارى» أثناء محاولتها الهرب من وسط الاشتباكات وسددوا لها طعنات قاتلة ثم تركوها جثة هامدة، واختبأوا فى مسيرات الإخوان. وقال أحد الضباط تبين أن قيادات الإخوان استأجرت مجموعة من المسجلين جنائياً يشاركون فى المسيرات، ورصدت تحريات الشرطة قدوم مسيرات من المرج والمطرية وعين شمس والنزهة الجديدة، فى محاولة للاعتصام بمنطقة عين شمس أو ألف مسكن، وكان ضمن المسيرات نحو 50 «مسجل خطر» بحوزتهم 3 بنادق آلية وما يقرب من 20 فرد خرطوش. وبدأوا بإطلاق الرصاص بصورة عشوائية على الأهالى والشرطة.