ديوان مظالم «محلب»: الشكوى لغير الله مذلة

«الدسوقى»: فكرة ابتدعها الرؤساء لإظهار تعاطفهم مع المواطنين.. و«البدرى»: لا يعقل أن تحل مشاكل ملايين المواطنين عن طريق مركز لتلقى الشكاوى

على غرار رؤساء مصر السابقين، جمال عبدالناصر وأنور السادات ومحمد مرسى، خصص رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، مركزاً لتلقى شكاوى المواطنين يتبع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، بهدف تلقى مشاكل المواطنين والمساعدة فى حلها على الفور.
وهى ليست فكرة مستحدثة، فقد ظهرت قبل 1400 عام، واختفت بعد الحقبة الإسلامية حسب الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، لافتاً إلى أنها عادت من جديد مع بداية تولى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذى كان يقرأ شكاوى المواطنين عبر «البوسطة»: «عبدالناصر كان بيستدعى صاحب الشكوى أو يأمر بحلها»، وبعد انتهاء فترة حكم عبدالناصر بدأ الضعف يشوب هذا الديوان، مشيراً إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يرى أن أية شكوى ضد موظف كبير فى الدولة هى إساءة لعهده: «السادات كان شايف إن الشكاوى تسىء لعهده، فألغى ديوان المظالم». «دواوين المظالم فكرة ابتدعها الرؤساء، لإظهار تعاطفهم مع المواطنين»، هكذا علق أستاذ التاريخ الاقتصادى والاجتماعى المعاصر، مؤكداً أن الرئيس الأسبق مبارك هو الرئيس الوحيد الذى لم ينشئ ديواناً للمظالم: «بعد مبارك جاء مرسى ليعيد ديوان المظالم إلى أذهان المواطنين، إلا أنه فشل هو الآخر فى إيجاد حلول لمشاكل المواطنين».
«الناس فقدت الأمل فى قدرة ديوان المظالم على حل أزماتهم»، قالها البدرى فرغلى، رئيس اتحاد أصحاب المعاشات.
وأكد أن إقالة صانعى الأزمة أنفسهم، أفضل بكثير من إنشاء مركز لتلقى شكاوى المواطنين، لافتاً إلى أن السياسة التى يتبعها رئيس الوزراء إبراهيم محلب تؤكد أنه يسير على نهج الأنظمة السابقة، التى ابتدعت مركزاً لتلقى شكاوى المواطنين، لإيهامهم بأن الدولة تتطلع لحل أزماتهم: «رئيس الوزراء الجديد لم يقدم جديداً ولا يعقل أن تُحل شكاوى 90 مليون مواطن عن طريق مركز لتلقى الشكاوى والدليل إن ديوان المظالم اللى عمله محمد مرسى فشل».
وطالب «البدرى» رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، بألا يبذل جهداً فى إنشاء مركز لتلقى شكاوى المواطنين، لأنه سيكون بدون جدوى كسابقيه، قائلاً: «ابذل مجهوداً فى معرفة من يصنع الأزمات فى مصر»، مستكملاً: «الحكومة دى هتدفع الثمن غالى، لازم يعرفوا إن الشعب ده مش شعب مبارك».