سطرت وزارة الداخلية ملحمة أمنية جديدة فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، وكذلك فى تأمين رؤساء وملوك الدول والوفود الأجنبية التى قضت أكثر من ثلاثة أيام فى القاهرة بعد حفل الافتتاح. الوزارة وضعت خطة أمنية، أشرف عليها اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية بنفسه وتابع تنفيذها على مدار الساعة، وقبل افتتاح المتحف بشهر تقريباً، ووفرت الداخلية كل وسائل الأمان لضيوفها ليستمتعوا بهذا الحدث الفريد، ونشرت الخدمات الأمنية بشكل انضباطى ومظهر حضارى لتأمين هذا الحدث الثقافى والحضارى الاستثنائى. اعتمدت خطة الوزارة على عدة محاور أدت فى النهاية إلى تحقيق الأمن فى جميع الشوارع التى شهدت احتفالات المصريين ومرور المواكب الرسمية وغيرها من الاستعدادات المواكبة للحدث والمتزامنة معه.
السيولة المرورية تحد كبير واجهته الأجهزة الأمنية، وتحديداً إدارات المرور فى القاهرةوالجيزة والإدارة العامة للمرور، وبدأ بتحديد خطوط سير رؤساء وملوك الدول للوصول إلى مقر المتحف المصرى الكبير، وتوفير سيولة مرورية إلى جانب عدم التضيق على المواطنين فى الشوارع وعلى الطرق والمحاور الرئيسية. ورغم أن الدولة أصدرت قراراً بأن يوم الافتتاح إجازة رسمية، إلا أن الإدارة العامة لمرور الجيزة قامت تحت إشراف اللواء مصطفى إبراهيم، مدير إدارة المرور، بتحديد محاور وطرق بديلة للمواطنين الذين يترددون على الأماكن القريبة أو فى محيط المتحف الكبير، وكانت تلك الطرق مجهزة تماماً، وجميعها تتعدى ال 5 حارات، وتقطع مسافات قريبة بالنسبة للطرق التى تم إغلاقها. كما انتشرت الخدمات المرورية المكثفة على جميع المحاور والطرق، وتم وضع علامات استرشادية لتوجيه المواطنين، وكذلك خدمات الدعم المرورى السريع وأوناش الشرطة المجهزة فى خطوط سير ضيوف مصر، وأيضاً الطرق البديلة، وهو ما لقى استحسان المواطنين فى الشوارع والميادين، خاصة بعد محاولة فاشلة من صفحات الجماعة الإرهابية التى نشرت «سكريبت موحد» بأن جميع الطرق سوف تكون مغلقة، وسوف يعانى المواطنون، وهو ما تم نفيه فى دقائق معدودة من قطاع الإعلام بوزارة الداخلية، بإشراف اللواء ناصر محيى الدين، مساعد الوزير لقطاع الإعلام والعلاقات. كما نفذت الإدارة العامة لمرور القاهرة بإشراف اللواء محمد عبد الله مدير المرور الخطة المرورية لاستقبال ضيوف مصر الذين وصلوا من مطار القاهرة حتى مقر إقامتهم ثم إلى حفل الافتتاح، وتم فتح طرق بديلة ولم يتم إغلاق أى طرق تسهيلاً على المواطنين. مقرات الإقامة واعتمد تأمين مقرات الوفود والفنادق على سرعة وقوة الانتشار الأمنى المكثف من قطاع الأمن العام «البحث الجنائي» وقطاع الأمن المركزى وقوات مكافحة الإرهاب التى انتشرت على كل خطوط السير وأمام فنادق إقامة الوفود، ومن أول وهلة تشعر وتشاهد الشكل الانضباطى للقوات ومظهرها الحضارى سواء فى الانتشار أو المعدات أو التعامل مع الضيوف الأجانب الذين طلب البعض التصوير معهم، ما بعث برسائل طمأنة لكل المشاركين فى هذا الحدث التاريخى أن مصر بلد الأمن والأمان فعلاً لا قولاً. مناطق محيط المتحف كيف يتم السيطرة على المناطق الشاسعة القريبة من المتحف المصرى الكبير ومحيطة لتأمين ضيوف مصر؟ كانت هذه النقطة هى المحور الثابت والأهم فى خطة وزارة الداخلية لتأمين الاحتفال وما قبله وما بعده مثل زيارات الوفود للمتحف المصرى الكبير، وتم عمل تحريات دقيقة وجمع معلومات وثيقة على جميع المحاور والمناطق القريبة من المتحف، وقام قطاع الأمن الوطنى وقطاع الأمن العام بفحص تلك المناطق بدقة وثقة ومرونة أمنية، خاصة الشقق المفروشة وشقق قانون الإيجار الجديد. وأشرف اللواء محمد مجدى أبو شميلة، مساعد الوزير لأمن الجيزة، واللواء علاء فتحي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، على عمليات فحص المناطق المحيطة بالمتحف الكبير، خاصة منطقتى ميدان الرماية وحدائق الأهرام. وكانت تعليمات محمود توفيق، وزير الداخلية، تشدد على عدم التضييق على المواطنين، وتحقيق أعلى مرونة أمنية وسيولة مرورية، وقد تم نشر قوات وضباط البحث الجنائى والشرطيين السريين فى تلك المناطق بإشراف اللواء هانى شعراوى، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، لرصد أى تحركات غريبة أو تردد أشخاص غير معروفين على تلك الأماكن، وحفاظاً على حقوق المواطن المصرى وعدم تضييق الخناق عليه أو فرض سطوة أمنية، لم يغلق أمن الجيزة بوابات مدينة حدائق الأهرام الخمسة، وتم نشر خدمات أمنية وسيارات نجدة ودعم سريع تحسبا لأى طارئ، وكذلك «أوناش المرور»، كما تمركزت القوات منذ فجر يوم الافتتاح، وكانت الابتسامة والمعاملة الحسنة والتقاط الصور مع المواطنين والأطفال هى السائدة. قيادات الجيزة بدأت صفحات منصات التواصل الاجتماعي، تبث صور احتفال المواطنين بسياراتهم، وازداد تدريجياً عدد السيارات والمواطنين أمام المتحف وحوله، وكانت الاحتفالات شبيهة باحتفالات صعود منتخب مصر لكأس العالم بعد ضربة جزاء محمد صلاح. على الفور انتقل اللواء محمد مجدى أبو شميلة، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بصحبة قيادات أمن الجيزة اللواء علاء فتحي، مدير المباحث، واللواء محمد أمين، مدير المباحث الجنائية، وتم فرض خدمات أمنية. وكانت التعليمات الواضحة هى «لا تعكروا فرحة المصريين واحتفالاتهم، اتركوا الناس تفرح لبلدها»، وقابل قيادات أمن الجيزة المواطنين بالابتسامة وبالهدوء، والتقطت العائلات الصور مع الضباط والقيادات وسط فرحة عارمة فى رسالة واضحة أن مصر بلد الأمن والأمان، وأن الشرطة فى خدمة الشعب. وعلى وقع الأغانى الوطنية توقف أتوبيس سياحى يحمل أشخاصًا من جنسيات دول أجنبية مختلفة، وبناء على طلب السياح تم فتح باب الأتوبيس، واحتفل ورقص الأجانب مع المواطنين فى حراسة أمنية مشددة، ووسط شعور عام بالأمان والاطمئنان. رسالة للعالم لم ينته دور وزارة الداخلية بنهاية الاحتفال، ولكن ظلت قيادات الوزارة وضباط جميع القطاعات فى حالة تأهب تام بسبب قيام وزراء ووفود دبلوماسية بمد مدة الإقامة فى مصر، ونزولهم إلى الشوارع بأسرهم ووسط المواطنين، ومنهم من تجول فى الشوارع التاريخية. وكان رئيس وزراء هولندا ديك شوف وزوجته، ونظيره البلجيكى بارت دى ويفر وزوجته، قد ظهروا وهم يمارسون الرياضة على كورنيش النيل بممشى أهل مصر وسط المواطنين، وفى ظل تأمين من ضباط وزارة الداخلية، وذلك خلال زيارتهما الرسمية إلى القاهرة، للمشاركة فى الافتتاح التاريخى للمتحف المصرى الكبير. وفى أجواء من الأمن والأمان، تجول الملك فيليب ملك بلجيكا، مساء الأحد الماضى فى شارع الأزهر، وزار عدداً من شوارع القاهرة ذات الطابع الأثرى والمبانى التاريخية، واستمتع بأجواء العاصمة التاريخية ومعالمها الأثرية المميزة، فى رسالة بأن مصر تنعم بالأمن والأمان وبجهاز أمنى على أعلى مستوى.