هللت بعض القوى السياسية والإسلامية ووسائل الإعلام الغربية للرئيس مرسى بعد خطابه الذى ألقاه فى قمة عدم الانحياز بطهران والذى أدى فى النهاية إلى وصف الرئيس مرسى بالزعيم. ورغم قوة الخطاب فإنه فى تقديرى لم يأت بجديد فى جميع ما ورد على لسانه.. فعلى سبيل المثال لا الحصر هلل السلفيون والإخوان له لأنه استهل خطابه بالثناء على صحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) فى إيران معقل الشيعة رغم أنه قد سبقه فى هذا المرشد العام للثورة الإيرانية على خامنئى الذى أفتى فى عام 2010 بتحريم سب الصحابة، وكذا هلل بعض الناصريين لأنه تحدث عن دور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى إنشاء حركة عدم الانحياز وهذه معلومة يعلمها القاصى والدانى.. وأيضاً تهليل العديد من القوى السياسية ووسائل الإعلام الغربية له عندما هاجم بشار الأسد ووصف نظامه بالقمعى وعدم الشرعية رغم أنه آخر من تحدث فقد سبقه رؤساء معظم بلدان العالم.. ويؤخذ عليه أنه عندما تحدث عن القضية الفلسطينية تناسى أن يذكر اسم مدينة القدس التى تعد مطمعا لإسرائيل فى جعلها عاصمة لها.. فكل هذه المواقف الإنشائية ما هى إلا مغازلة للناصريين والسلفيين والغرب خاصة فيما يتعلق بحديثه عن نظام بشار الأسد بدليل أن وسائل الإعلام الغربية وخاصة الأمريكية حاولت تصوير الرئيس مرسى على أنه الزعيم الذى ساقته الأقدار للحظة الراهنة.. ورغم كل هذا لا يزال هناك من يعتقد أن الرئيس مرسى سافر إلى إيران رغم أنف الولاياتالمتحدةالأمريكية فى حين أن الأخيرة أبدت سعادتها ورضاها التام عن هذا الخطاب.. ولا أستبعد من هذا المنطق أن تكون تلك الزيارة قد تمت بالاتفاق مع أمريكا لتوصيل رسالة مفادها التخلى عن نظام بشار الأسد فى مقابل عودة العلاقات المصرية الإيرانية، مع العلم أنه حال عودة العلاقات مع إيران سينتاب دول الخليج قلق لأن هذا يعد خطرا على أنظمتها خوفاً من تصدير ثورات الربيع العربى لها.. ومما يؤكد ظنى خطاب أحمدى نجاد رئيس إيران حيث تجاهل ذكر اسم حليفه بشار الأسد ولم يتطرق إلى الثورة السورية واكتفى فقط بالحديث عن الشأن الشرق أوسطى والقضية الفلسطينية وكأنه يلوح بموافقته على هذه الرسالة. وأخيراً، ما زلت أسأل نفسى: ما الهدف من تهليل الإعلام الغربى خاصة الأمريكى لخطاب مرسى.. هل الهدف من عودة العلاقات المصرية الإيرانية هو إضعاف قوة إيران إلى الدرجة التى تمكن أمريكا من إجراء تسويات معها بشأن مشروعها النووى وبهذا تعد خطوة على الطريق فى المشروع الأمريكى الذى يهدف إلى إنشاء شرق أوسط جديد، أم أن هناك هدفا آخر؟