"يابني اعقل"، دا الرد الطبيعي ، بين اي اتنين صحاب دلوقتي لما واحد يجي يقول للتاني إنه عايز يتجوز، للأسف احنا بقينا في أزمه حقيقية، وهي قبل ما تكون أزمة جواز فهي أزمة فكر، كله بيشتكي من العنوسة مع إن احنا بتفكيرنا اللي عملنا المشكلة بنظرتنا للعريس بأنه جاي ومعاه المصباح السحري اللي هيحقق كل الأمنيات، في حين إن في الحقيقة هو لسة شاب في مقتبل حياته. حقيقة منقدرش ننكرها حاليا، بالنسبة للشاب لو فكر إنه يتجوز وقال لصحابه، فالموضوع هيقلب بضحك حتي لو كنت بتقوله علي سبيل الجد!؛ لأن أهل كل بنت في سن الجواز حاليا بيفكروا بنفس الطريقة وهو"أمن مستقبل بنتي"، وطبعا من وجهة نظرهم إن الأمن دة في الفلوس والعربية وواحد مرتاح. مش مهم لو هي 22 سنه يجوزها لواحد أكبر منها بكتير المهم يكون مشخشخ جيبة بالعامية كده -وطبعا لازم تتوالي وسائل الاقناع ولو محصلش بإرداتك هيحصل غصب عنك. "يا بنتي ده أهم حاجة يعيشك في مستوي معين، يا بنتي مينفعش تبقي أقل من بنت مش عارف مين ده معرفش اية!"، التفكر ده هو أحد أسباب الأزمة لكن السبب الأهم من كل ده هي ظروف البلد برضو علشان منحملش المسئولية لطرف واحد، لكن طول ما أهل أي بنت بيفكروا إن لازم تأمن مستقبل بنتها بمهر قد كده، وشبكة قد كده، وشقة فين وفين، يبقي مفيش حد هيتجوز. ياريت نفهم ونعرف إن الجواز المفروض يكون مبني علي حاجات أكبر من كده، وياريت نشوف الأمور من منظور أخر؛ الجواز أكبر من فلوس وماديات، دا عبارة عن حياه جديدة ومسئولية وعيلة، يعني محتاج يكون مبني علي التفاهم والحب أولا، وطبعا قبل كل دة الأخلاق ومن المفترض كمان إن يكونوا في مستوي ثقافي واحد. كلمة أخيره "معتقدش إن لو حصل وكل اتنين اتجوزوا بالمعايير الناجحة دي هيحصل كمية الطلاق اللي بينشوفها دلوقتي"، علشان يوم ما تفكر تقول لصاحبك إنك قررت تتجوز، ميضحكش عليك.