الشئون الاجتماعية.. الكسب غير المشروع.. التعاون الدولى.. أين هم من التمويل الأجنبى الفاسد.. فى اعتقادى أن الحزب الذى يرسل خطاباً إلى كل هذه الجهات ليتأكد من أن صفوفه لا تضم من تلقى تمويلاً أجنبياً ستكون خطوة مهمة له للالتحام بالشارع.. وإذا وجد بين صفوفه هؤلاء وقام بفصلهم سترفعه الجماهير على الأعناق.. أثق تماماً أن هناك جهات حكومية متورطة فى هذا الأمر.. وربما يكون هذا ضلعاً من أضلاع الفساد فى مصر وهو التمويل الأجنبى القبيح قبح الله وجوه من يتسولونه من بلاط السفارات ومراكز المخابرات العالمية.. فهل يعلم الشعب المصرى أن هؤلاء أصبحوا وكلاء لتوريد المعلومات إلى الخارج.. وأن خطتهم هى اختراق صفوف الأحزاب ومناطق صنع القرار.. بحيث يتم خلق رأى عام من صانعى القرار فى الأحزاب وبعض الجهات الحكومية لتوجيه البوصلة لصالح الدول الراعية لزبائن التمويل فى مصر؟ أعتقد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى عندما كانوا يهددون مصر فى أى وقت كانت البداية أولاً بخفض المساعدات المخصصة للشعب المصرى والمساعدات العسكرية أى أن تخصم من المعونة العسكرية وتغيير مسارها إلى حفنة من المافيا التى تحولت بقدرة قادر من مجموعة نصابين إلى مافيا نتيجة تدفق هذه الأموال.. وإذا كان هذا الأمر مرفوضاً بالنسبة لغير أعضاء الأحزاب.. فالأشد خطورة وفتكاً بالوطن والأحزاب هو اختراق بعض هؤلاء للأحزاب حتى يتخذوا منها غطاء سياسياً لأعمالهم المشبوهة.. وكان نظام ما قبل 25 يناير تبنى هذا الأمر لتلويث الأحزاب ومد الحبل للقائمين عليها لخنق أحزابهم.. وجعلها ذليلة رغم عزتها وعراقتها.. والحمد لله أن شرفاء الأحزاب تصدوا لهذا المخطط وما زالوا يواصلون التصدى.. هذا الوطن فى حاجة إلى مقاتلين لاستمرار قضيتهم ولا تنتهى معركتهم إلا بنجاح رسالتهم.. أثناء عضويتى بالبرلمان كان رئيس المجلس د.فتحى سرور يقول لى ليس على لسانك إلا الفساد.. وأقول لك منذ جئت إلى البرلمان لم توافق على شىء اذكر لى شيئاً وافقت عليه أنت لا يعجبك العجب ولا الصيام فى رجب.. انتهى كلام سرور.. والحقيقة أن الرجل تحدث عن واقع فقضية الفساد كانت من أخطر قضايا الشعب المصرى.. وأن البرلمان فى ذاك العهد كان مجموعة تزاوج السلطة بالثروة تقنن الباطل وتشرعه وتحلل الفساد وتتوج الاحتكار فكيف تكون الموافقة.. مشكلتى أننى لست مؤمناً بالمستحيل والقضايا الشائكة بالنسبة لى رحلة ترفيهية لا أعرف موعداً لنهايتها.. وأقول للبعض ممن يعتقدون لحظة واحدة أن أستجيب للتهدئة أن طريقكم مسدود ومن يتراجع عن قضية وطن فهو خائن فى حق من انتخبوه وحق من عرفوه وحق من قرأ له وحق الله أولاً ثم الوطن.. فلا يمكن لمن كشف فى البرلمان شركاء حسين سالم فى فضيحة تصدير الغاز ولمن حذر من سيطرة جمال مبارك على الحكم فى مصر ومزق بيان حاكم البلاد أن يصمت، أما عن قضية التمويل الأجنبى المشبوهة التى فجرتها فى مارس 2005 فى البرلمان واستمرت طوال فترة البرلمان وقدمت بها استجواباً فى آخر برلمان وتصديت لها فى مقالاتى ب«الوفد» و«الوطن» وكل الصحف والبرامج وفى الهيئة العليا لحزب الوفد فلن أصمت أبداً.. ربما أكتب هذا المقال بعد خنوع البعض لمافيا التمويل وتراجعهم عن مواقفهم والسماح لهم بتلويث مؤسساتهم.. وأيضا بمطالبة البعض بالتهدئة.. آسف قضايا الوطن ليست محلاً للتهدئة.. ولا للتجزئة.