بدأ عدد من الأحزاب، التى تحمل أفكاراً وأيديولوجيات متقاربة، التشاور حول تشكيل الائتلافات استعداداً لخوض الاستحقاقات الانتخابية المفترض إجراؤها العام المقبل، من انتخابات لمجلسى النواب والشيوخ، وصولاً إلى المحليات، فضلاً عن الخروج من حالة الركود التى مرت بها خلال السنوات الماضية، والعمل بشكل أكثر فاعلية على تنمية الوعى السياسى فى المجتمع. "الوفد" يجرى مشاورات مع القوى الليبرالية ويعكف حزب الوفد، أقدم الأحزاب الليبرالية فى الحياة السياسية، على إجراء مشاورات ولقاءات مكثفة حالياً مع عدد من القوى السياسية والأحزاب الليبرالية، لتشكيل ائتلاف انتخابى، استعداداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وقال المستشار بهاء أبوشقة، رئيس الحزب، ل«الوطن»، إن فكرة تشكيل الائتلافات هدفها الأساسى النهوض بالحياة السياسية، ولكى تكون نواة فيما بعد لوجود 3 أحزاب قوية «ليبرالى، ويسارى، ووسط»، قادرة على المنافسة فى الاستحقاقات الانتخابية، ومن يفُز من بينهم بالأغلبية البرلمانية المطلقة يشكل الحكومة بمفرده، وفى حالة عدم حصول أى منها على الأغلبية نكون أمام حكومة ائتلافية من هذه الأحزاب. وأضاف «أبوشقة» أن الغرض من الائتلاف الذى يقود الحزب مشاورات تشكيله مع الأحزاب الليبرالية هو خوض الانتخابات المقبلة، وتحقيق المنافسة الحزبية السليمة، ما ينعكس على تحقيق الاستقرار السياسى ودعم مشروع الدولة الوطنية وتحقيق الديمقراطية. وتابع رئيس الوفد: «لا ديمقراطية بدون الأحزاب، لذلك لا بد من وجود ثلاثة أحزاب قوية على الساحة قادرة على المنافسة وإحداث حراك حقيقى، ونحن فى الوفد نرحب بالتعاون مع أى كيان حزبى طالما الهدف هو النهوض بالحياة السياسية». وطالب «أبوشقة» جميع الأحزاب القريبة فى الفكر ببحث فكرة الائتلاف فيما بينها والنزول إلى الشارع والاشتباك مع الجماهير وقضاياهم، ومعرفة مشاكلهم وتقديم حلول لها، حتى تتمكن من المنافسة فى الاستحقاقات الانتخابية بقوة ويكون لها تمثيل جيد فى المجالس النيابية، متابعاً: «مصر ستشهد نهوضاً سياسياً فى الفترة المقبلة، وتحتاج إلى معارضة وطنية لا تعارض بغرض المعارضة فقط، وإنما تقدم رؤى وحلولاً للمشكلات، ومقترحات وسياسات بديلة تستطيع من خلالها النهوض بالحياة السياسية والعامة». النائب معتز محمود، عضو الهيئة البرلمانية لحزب الحرية، أكد أن الائتلافات الحزبية تثرى الحياة السياسية، ونحتاج خلال الفترة المقبلة لتوحيد الأحزاب القريبة فى الفكر والرؤى لخلق بيئة سياسية قادرة على مواجهة التحديات. ودعا «محمود» القوى السياسية والأحزاب لمواجهة عملية لمشاكلها وعدم إضاعة الوقت فى التفكك والتشرذم إلى أحزاب متباعدة، والعمل على التوحد تحت هذه التكتلات القريبة منها فى الفكر لتوحيد الجهود والنهوض بالحياة السياسية. وأضاف أن مصر مقبلة على 3 استحقاقات انتخابية تتمثل فى انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ والمجالس المحلية، والائتلافات باتت أمراً ضرورياً للأحزاب لتقوى ببعضها وتستطيع أن يكون لها تمثيل قوى فى المجالس المنتخبة وإحداث التنوع والاستقرار السياسى. "الناصرى" ينسق مع تيار اليسار وأكد سيد عبدالغنى، رئيس الحزب العربى الناصرى، أن تشكيل الائتلافات من الأحزاب القريبة فى الفكر شىء صحى يصب فى صالح الحياة السياسية، مضيفاً: «عام 2020 سيشهد إجراء 3 استحقاقات انتخابية، ونسعى لتشكيل تحالف من أحزاب اليسار لخوضها معاً، ومن المستحيل فى ظل النسب الدستورية بتمثيل الشباب والمرأة فى المجالس النيابية أن يخوض حزب بمفرده الانتخابات، ولا بد من وجود التحالفات الانتخابية بين الأحزاب المتقاربة فكرياً، فضلاً عن ضرورة وضع رؤية مشتركة للخروج من أزمة الحياة الحزبية الراهنة ووضع روشتة عاجلة للنهوض بها، والاتفاق على نظام انتخابى يضمن وجود منافسة حزبية نزيهة وتمثيل لكل القوى الاجتماعية فى المجالس المنتخبة». ورحب الربان عمر صميدة، رئيس حزب المؤتمر، بوجود تعاون مشترك مع الأحزاب القريبة منه فى الفكر والرؤى للعمل معاً فى دعم القضايا الوطنية، وتقديم رؤى وبرامج تحل مشاكل المواطنين وتصب فى إنعاش الحياة الحزبية. وقال «صميدة» إن ائتلاف الأحزاب القريبة فى الأيديولوجية يحدث حراكاً حزبياً على الساحة السياسية، وحزب المؤتمر ينسق مع الكيانات التى تجمعهم تفاهمات مشتركة من أجل تشكيل تحالف انتخابى، لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة معاً. وأضاف أن الائتلافات الحزبية تنشط الحياة السياسية، وتوحد الرؤى والأفكار بدلاً من التشتيت، وتقوى الأحزاب فى السباق الانتخابى، ما ينعكس على تمثيل جيد لها فى المجالس النيابية، وتحقيق الاستقرار السياسى فى المجتمع. "ربيع": التحالفات تسهم فى تمثيل أقوى لهم فى المجالس النيابية الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد ل«الوطن»، أن فكرة التحالفات السياسية بين الأحزاب القريبة فى الفكر وحتى إن كانت بغرض الانتخابات فهى جيدة وتساهم فى تمثيل أقوى للأحزاب فى المجالس النيابية والمحلية. وأضاف «ربيع» أن الحياة السياسية فى حاجة إلى أحزاب قوية تكون قادرة على التعبير عن المواطنين، ولديها برامج تحقق طموحاتهم، حتى تعيد ثقة الشارع فيها مرة أخرى، وأرى أن التحالفات تقوى الحياة الحزبية. وتابع أن الساحة السياسية مرت بسنوات من عدم الاستقرار والانقسام داخل الحياة الحزبية التى تكتظ بأكثر من 100 حزب، لم تلعب دورها المنوط بها فى تنمية الوعى السياسى فى المجتمع، ولم تتمكّن من التمثيل النيابى المطلوب، وأعتقد أن الانتخابات المقبلة فرصة للأحزاب لإثبات وجودها.