كتبت إسراء جمال: تشهد الحياة الحزبية فى الفترة القادمة تحولات سياسية تعتمد فى الأساس على تغيير البنية الأساسية للأحزاب بما يدعم وجود قيادات سياسية قوية تستطيع المشاركة فى صناعة القرارات المصيرية بالدولة، وذلك من خلال البحث عن سبل جديدة لتفعيل الحياة السياسية بما يتفق مع الدستور المصري. وشهدت الحياة الحزبية فى الفترة الماضية ركوداً تاماً أدى إلى جمود دور الأحزاب واختفاء دورها بعد أن تراجعت أنشطة بعضها بشكل ملحوظ فى الشارع المصري، جاء ذلك فى ظل استمرار وجود بعض الأحزاب التى اعتمدت على «اليفط» فقط دون نشاط فعلى أو ممثلين لها فى المجالس النيابية هذا خلافا عن افتقادها للقاعدة الشعبية. وتسعى القيادات الحزبية حالياً لإحداث انتفاضة جديدة لإنعاش التواجد الحزبى وفقاً لتوجيهات الدولة السابقة بضرورة «عودة الروح» للحياة السياسية وعملية التنافس الحزبى وصراع الأفكار والرؤى. ويقول طارق تهامى، سكرتير عام مساعد حزب الوفد، إن المرحلة القادمة من عمر الحزب تشهد 3 فعاليات مهمة أولاها انتخابات المحليات والانتخابات البرلمانية ثم رئاسة الجمهورية، مؤكداً استعداد الوفد لخوض المعارك الثلاث بطريقة منظمة وواضحة. وأضاف «تهامى» أن الحزب سيقوم بإعداد الشباب لخوض انتخابات المحليات بنسبة تصل إلى 50% من شبابه، كما سيتم الاعتماد على المرأة أما بخصوص الانتخابات البرلمانية فسيتم الاعتماد على كوادر جاهزة والأبرز بينها سيكون مرشحا لنتأكد من الوصول لعدد كبير من الناخبين. وتابع سكرتير عام مساعد حزب الوفد أن الحزب ربما يدخل فى تحالفات سياسية وليس اندماجات، كما سيعيد تنظيم الصفوف داخلياً استعداداً لخوض انتخابات الرئاسة بمرشح جيد وسيتم اختياره قبل الانتخابات بعام كامل على الأقل ليتعرف عليه المواطنون. وأوضح عبدالعزيز النحاس، القيادى الوفدى، أن مصر تحتاج إلى بناء سياسى جديد يخدمها على المستوى الإقليمى، وهذا ما أظهرته الانتخابات الرئاسية من الحاجة إلى بناء سياسى قوى الذى يبدأ من وجود أحزاب حقيقية، لافتاً إلى وجود 5 أو 6 أحزاب بمعناها الحقيقى لتكون قادرة على المنافسة فى الاستحقاقات الانتخابية القادمة. وأفاد «النحاس» أن الوفد عقب الانتخابات الأخيرة سوف يشهد نقلة نوعية جديدة اعتماداً على تاريخه وفكر المستشار بهاء أبوشقة، منوهاً إلى الدور المهم الذى سيلعبه فى الفترة القادمة التى ستشهد تغيير الوجه السياسى داخل مصر. وأكد القيادى الوفدى أنه خلال الاحتفال بمئوية الحزب هذا العام ستكون هناك انطلاقة جديدة تدفع بباقى الأحزاب إلى العمل، بحيث يكون هذا الحراك هو أحد مقومات الدولة والظهير القوى لها فى كافة المعارك. وعلى صعيد مشترك، يدرس ائتلاف «دعم مصر» تأسيس حزب سياسى خاص به، وقال جمال عبدالعال، عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر، إنهم يقومون بدراسة الموقف السياسى بأكمله واتخاذ القرار فى التوقيت المناسب عقب دراسة كافة الجوانب السياسية والقانونية لتشكيل حزب بالتنسيق مع كافة الأحزاب المندمجة مع الائتلاف والأخرى حتى يتم إنشاء حزب قوى فعال. وأشار عضو المكتب السياسى إلى أن الممارسة هى التى تحدد صلاحية الحزب، فضلاً عن عدد الأعضاء المنتمين له وممثليه فى كل محافظة، مشدداً على أهمية وضع مجموعة من المعايير لنكون أمام كيانات حزبية قوية والقضاء على الأحزاب الضعيفة. وطالب «عبدالعال» الدولة بمساعدة جميع الأحزاب والمساواة فى المعاملة على أن تترك قوة الحزب لمدى فاعليته فى الشارع والمنافسة مع الأحزاب الأخرى. وأوضح طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الأحزاب تحتاج إلى إعادة تشكيل البنية الأساسية لها من خلال الاعتماد على ثقافة الكيف وليس الكم من خلال تحرك قيادات الأحزاب لإحداث حراك سياسي، منوهاً على أهمية تعديل البرامج الحزبية ووضوحها للرأى العام. ولفت «فهمى» إلى أهمية العنصر المالى فى تمويل الأحزاب ولكن بشرط عدم اختلاط المال السياسى بالمال الاقتصادى والابتعاد عن الواجهة وترتيب الأوراق وفقاً للمصلحة العليا. وأكد الخبير السياسى أن اختيار المستشار بهاء أبوشقة، رئيساً للوفد، مقدمة لتطوير الأحزاب باعتبار الوفد من أهم الأحزاب ويحمل للمصريين الكثير من الثوابت، مشيراً إلى أن «أبوشقة» قامة كبيرة من الممكن أن تجتمع الأحزاب حوله ويلعب دوراً سياسياً وحزبياً وانتخابه يمثل بداية الريادة الحزبية والدعوة لإصلاح الحياة الحزبية. واقترح صلاح فوزى، الفقيه الدستورى، تعديل قانون الأحزاب بألا يقل عدد مؤسسى الحزب عن 25 ألفاً وعدد مقراته بالمحافظات عن 20 محافظة من أجل القضاء على ظاهرة ضعف الأحزاب، مشيراً إلى أن فترات التحول تعطى فرصة للأحزاب لتصوب نفسها.