كعادته لا يتابع الرجل برنامجاً بعينه، يقلب بينها، ورغم تغييره للمحطة من آن لآخر، فإن خبراً واحداً تكرر باختلاف التفاصيل، عن استشهاد جنود جيش وضباط شرطة، الغصة التى انتابته، وكادت أن تبكيه، حولها سريعاً إلى طاقة، ارتدى ملابسه ونزل من بيته على طريق السويس، وقرر أن يشارك كمين جيش المعاناة؛ أن يقف مثلهم فى عراء قاتل، ينتظر من آن لآخر رصاصة قد تودى بحياته، دون أن يقلل هذا من عزيمته على المواجهة، مبرراً «عشان لو جه عليهم الدور واتقتلوا زى غيرهم أموت معاهم وأنا بدافع عن حقهم زى ما بيموتوا عشانا». كل مرة كان عصام فرج يعتقد أنها الأخيرة، لكن ومع تكرار الحوادث الإرهابية، قرر ألا يكتفى بالدعاء والأمنيات، وأن يواجه الإرهاب بتحية من يستهدفهم الرصاص.. وقفته مع الجنود علمته الكثير، لذا حاول فى كل مرة كرر فيها فعلته أن يلتقط لهم صوراً، حتى ينشرها على الصفحة الرسمية لمنطقته «أخبار سكان مدينة الرحاب»: «ناس كتيرة متعرفش قد إيه العساكر دى غلابة وبيعرضوا حياتهم للخطر عشان يحمونا، طول الوقت بيسمعوا بس محدش بيشوفهم بيعملوا إيه بالليل وبيفضلوا واقفين إزاى على الطرق عشان يحمونا، فيه منهم اللى بيتقتل ومحدش يعرف عنهم حاجة». لا يحزن الرجل صمت العساكر والجنود، أو رفضهم مبادلته الحديث «مش مهم، كفاية إنى أحسسهم إنهم مش لوحدهم وإننا خايفين عليهم زى ما هما بيضحوا عشان نعيش، من غيرهم محدش كان عارف ينام فى بيته مرتاح من الإرهاب اللى بقى جوه بلدنا ومش عارفين هيخلص على إيه». وأضاف «عصام»: «أول مرة نزلت فيها صورة عسكرى من الجيش على الفيس بوك، معظم الناس اتشجعت للفكرة وكلهم بقوا يدعوا ليهم إن ربنا يحفظهم ويشكروهم على اللى بيعملوه معانا، حسيت وقتها إنى عملت حاجة حلوة ليهم وقررت من وقتها إنى مش هسيبهم وكل يوم لما أرجع من شغلى أقعد مع عيالى شوية وأنزل أقف معاهم وأصورهم وأخلى الناس كلها تدعيلهم وتشوفهم وهما واقفين فى عز البرد مستنيين الضربة تجيلهم من أى حتة».