مش معنى كده اننا كنا بنهزر ، او انا كنت بهزر في مقالاتي السابقة .. لأ .. لكن خليني اقول كنت بحاول أتريث .. مش عايز أطلق الأحكام جزافا لتصيب من تصيب .. لكننا في لحظة حاليا تستوجب الجدية في الكلام بدون رتوش وبدون تزويق .. لازم نجيب م الأخر .. واللي يزعل يشرب م البحر.
اولا فيه حاجة انا مش فاهمها وبحاول أعصر دماغ أمي عشان ارتاح ، مش عارف .. يعني ايه اللي حصل ده امبارح قصاد مبنى مديرية أمن القاهرة .. لاحظ اني بقول مديرية امن القاهرة مش قسم الموسكي ولا الدرب الاحمر .. طيب .. انا مثلا قبل ما اسافر الكويت اشتغلت في مجال الحوادث يجي 10 سنين .. ورحت أقسام من اسكندرية لأسوان .. فكان يلفت نظير جدا قصاد اى قسم وجود كشك او اتنين امام القسم من بره .. يعني ع الشارع .. وكنت بمجرد ما اقف بالعربية قصاد القسم عشان اسأل عن الضابط فلان اوعلان ، الاقي يامحترم البندقية في وشي وبلهجة حاسمة وحازمة من العسكري اللي شايل البندقية : اركن بعيد خالص وتعالي اسأل على اللي انت عايزه .. وفعلا الاقي نفسي بدون نقاش بنفذ الأوامر لأن شكل العسكري اللي واقف في الكشك مبيهزرش .. ده بيحصل قصاد قسم صغير .. وعند قسم مدينة نصر مثلا وانا ساكن هناك ورحته بدل المرة عشرات المرات .. الاقي فعلا كشك او اتنين يمكن .. والعسكري واقف زي الزنهار ولازم يبصلك من فوق لتحت ويفليّك كمان وانت داخل .. ده جميل بالتأكيد .. لكن السؤال اللي حيجنني .. ازاى الاكشاك دي تبقى امام الاقسام .. ومش موجودة قصاد مديرية امن القاهرة اللي هى اكبر جهاز امني بعد وزارة الداخلية .. تعالوا نتخيل الفيديو اللي كلنا شفناه ، ونتخيل لو كان امام بوابة المديرية ع الشارع اكشاك امنية وفيها اربع عساكر معاهم سلاح .. وجات العربية البيضاء ووقفت ونزل منها الافندي الإرهابي وركب عربية سودا وطارت به على شارع الازهر .. لو حد واقف في اكشاك .. ايه اللي كان ممكن يعمله بمجرد ما العربية البيضا ركنت .. اكيد كان حيؤمره أمر انه يبعد بعيد ، او في الاوقات الحساسة اللي احنا فيها كان قبض عليه لحد مايشوف ايه حكايته وحكاية اللي خلّفوه .. انما اللي احنا شفناه مستفز بدرجة تخلّيك تطالب وانت مغمّض عنيك بإقالة وزير الداخلية فورا ومحاكمة مدير امن القاهرة .. العربية البيضا وقفت وجات عربية سودا .. قام سواق البيضا نزل بمنتهى البساطة وركب السودا ومشي .. قام عسكري الأمن خرج من جوه المديرية وكان ماشي على مهله بشكل يجيب نقطة .. وبص ع العربية ورجع جاب واحد زميله .. بص بصة هو كمان ورجع وسابوا العربية لحد ما انفجرت.
فيه حد عنده ذرة عقل يشوف ان اللي حصل ده عادي ؟ .. عارف لو العربية البيضا كانت ماشية وراحت اتفجّرت باللي فيها قصاد المديرية كعملية انتحارية واضحة المعالم .. كنت سكت .. وقلت زي ماضباط كتير بيقولوا بتحصل في احسن البلاد واكثرها تقدما وحرفية في أجهزتها الأمنية .. لكن انها تقف وينزل اللي فيها ويركب عربية تانية وبعدين يفجرها بالريموت او ب التايمر .. فده اسمه في عُرف رجال الأمن اللي بجد مسخرة.
طيب نسيب الحكاية دي وندخل على حاجة تانية .. الفريق السيسي .. تعظيم سلام .. ماشي وعلى عيني وراسي .. انت قلت عايز تفويض من الشعب .. ورحت " جازز على اسنانك " وقلت عايز " أمر " بمحاربة الإرهاب .. فنزل لك 34 مليون واحد وواحدة من ولاد وبنات مصر وقالوا لك في مظاهرة مشهودة : احنا معاك وفي ضهرك .. اضرب بقلب من حديد واحنا اللي حنحميك .. كلنا معاك ياسيسي .. معندناش ثقة غير فيك انت ياسيسي .. ربنا بعتك لينا في الوقت المناسب .. حميت ثورتنا وحميتنا كلنا من مجهول ومعلوم اسود .. وادينا اهو بالصوت والصورة بنقولك : أمرناك وفوضّناك تضرب وتقضي ع الإرهاب .. فهل من المنطق ان من ساعة التفويض و " الأمر " يحصل في مصر كل اللي حصل ده ؟ .. تفجيرات وسيارات مفخخة بمواد تزلزل مدينة بكاملها .. وناس تموت وناس تتقطع .. وناس يجيلها شلل من اللي بيشوفوه من بعد الأمر والتفويض .. وسؤال ساذج لكنه مُوجع : أمال لو كنا لا فوضّناك ولا أمرنّاك .. كان ممكن يحصل ايه اكتر م اللي حصل؟
احنا دلوقتي لينا دين في رقبتك .. وحق عرب زي مابيقولوا .. مش عايزينك محبة .. ولا زي البيه الببلاوي - اللي مش عارف قالها ازاى - اصلك وسيم والستات بتحبك .. " دي لوحدها عايزة مقال مسخرة يليق بمسخرة اللي قال الكلمة دي " .. حقنا عليك دلوقتي انك تجيب حقنا وحق عيالنا اللي ماتوا .. ومش حاقولها لك رياء ولا نفاق - معملتهاش في عمري وعشان كده طلع دين امي متشحطط في بلاد الله خلق الله - .. واجبك دلوقتي انك تشيل الشيلة .. لأن في الحقيقة مش لاقيين غيرك .. او بلاش دي .. محدش غيرك طلب مننا تفويض أو أمر .. والراجل بيتمسك من لسانه .. وانت راجل .. والمسألة دلوقتي لابقت كرسي ولا زفت .. المسألة بقت مصير وطن بيضيع .. ولو انت مش أد كلمتك .. قول .. على الاقل يبقى عرفنا أخرك .. وساعتها .. احنا اللي حنحمي وندوس بالجزمة على اى ابن جزمة مش عارف يعني ايه بلد بحجم مصر .. مش عارف يعني ايه مصر .. يعني رجالة ونسوان ياكلوا الحديد ويمضغوه .. عشان ساعة الجد مفيهاش هزار.