يوم الأحد الماضى زرت مدرسة الإيمان التجارية فى حى روض الفرج فوجدت هرجاً ومرجاً فسألت «ماذا حدث؟». قيل لى إن المديرية أرسلت مسئولين لرؤية المدرسة لأن بجوار المدرسة أرضا تبنى عمارة وعند دق «الخوازيق» تشققت أرضيات وجدران المدرسة. وأنا أعلم أن أى مهندس يقوم ببناء حول مبانٍ قديمة لا بد من عمل حزام لعدم تصدع المبانى. إن المشكلة هنا ليست فى التصدع ولكن المشكلة الأعظم التى يعانى منها حى روض الفرج أن أغلبية المدارس كانت فيلات تم تأميمها أو مؤجرة من جمعيات أو من أشخاص، والإهمال وعدم الصيانة ساهما فى تدهور مبانيها وساعدا بشكل أو آخر فى اختلاق المشاكل لتسليمها إلى أصحابها. إننى لا أشكك فى نزاهة أحد ولكننى أتساءل: فى 2009 و2010 تم تسليم عدة مدارس لأصحابها وتم بيعها فوراً بمبالغ مهولة تتعدى 30 مليون وأكثر لأن المدرسة مساحتها كبيرة وتم العمل بالمثل فى أكثر من 9 مدارس تم إخلاؤها بحجة أنها آيلة للسقوط.. والغريب أن هذه المبانى مهجورة منذ أكثر من خمس سنوات والمبنى لا يمسه أى سوء. والأهم أن هذا الحى مزدحم وليس به قطعة أرض تبنى عليها مدرسة ولا أى رجل أعمال يتبرع بقطعة أرض، وأن هيئة الأبنية التعليمية لا يوجد بها ميزانية لشراء المدارس التى تم إخلاؤها، مثال: مدرسة الليسيه المصرية الإعدادية بنات.. المدرسة مغلقة بقرار بتاريخ 21/10/2001، وقام الحى بتأجير فنائها لأحد الأفراد لاستخدامها ساحة انتظار سيارات. وإلى الآن لم تتخذ هيئة الأبنية أى إجراء لترميمها بالرغم من أن هذه المنطقة لا يوجد بها مدرسة إعدادية للبنات غير فى منطقة بعيدة فأصبحت الفتيات يمشين مسافة طويلة للذهاب إلى المدرسة. أما مدرسة التربية الحديثة الإعدادية بنين فقد قامت «الأبنية التعليمية» بشرائها وحتى الآن لم يتم أى إجراء لبنائها وتم تأجيرها وتحويلها إلى ساحة انتظار سيارات وكأن العربات أهم من تعليم أبنائنا وتخفيف الكثافة على المدارس التى تعمل فترتين. المدرسة الثالثة هى جمعية السلام الابتدائية وهى مغلقة من عام 1992 بسبب الزلزال وقد قامت هيئة الأبنية التعليمية بطلب استخراج رخصة هدم من حى روض الفرج منذ أكثر من سنة ولم تحصل عليها وكأنها ليست أمراً مهماً. مدرسة التربية الفكرية بأرض سوق روض الفرج القديم قامت هيئة الأبنية التعليمية بتخصيص مساحة 1000 متر مربع لبناء المدرسة ولكن الحى يؤجرها لأحد الأفراد كساحة انتظار سيارات.. وعجبى!! من الواضح أن ساحات الانتظار الآن أهم بكثير من التعليم.. يا الله، يعنى همّا اللى اتعلموا عملوا إيه؟! وأخيراً مدرسة عمر ابن الخطاب الإعدادية فى شارع ابن الرشيد. مدرسة قديمة قامت هيئه الأبنية بإغلاق عدة أجنحة بها منذ سنوات ولم تتخذ أى إجراء بشأنها، والمغلق من المدرسة ضعف المساحة المستخدمة. والله هيئة الأبنية عاملة اللى عليها وزيادة من غلق مدارس وتركها.. المهم نخلى مسئوليتنا من أى ضرر على الأرواح. ولكن.. سؤال واحد يا سيادة المحافظ: أين أنت والجهاز التنفيذى؟ فللأسف الشديد عند «تشريك» أى مبنى لا نجد أحداً يطعن لأن الناس خائفة على أولادها وأصحاب المدارس لهم يد كبيرة فى «تشريكها» والموظف يخلى مسئوليته. فى حين توجد مبانٍ حالتها صعبة ولا يستطيع صاحبها معاينتها لأن السكان يبتزون أصحابها بمبالغ غير عادية ويطعنون فى قرارات الإزالة، ويستمر الوضع سنوات وحينما يسقط المنزل ويقع ضحايا نقول مسئولية مَن؟ بالله عليكم أن تتقوا الله فى مصر وأتمنى من سيادة المحافظ البت فى المدارس والاهتمام بالأمر من وزير التربية والتعليم. وأنا أعلم أنه رجل يهتم بالعملية التعليمية وكنت من أشد الناس رغبة فى استمراره فى الوزارة لأنى أعلم جيداً أن لديه الكثير والكثير والأمر الآن لله ولكم وأبناء حى روض الفرج.