فيلم «المعدية» تجربة جديدة لمخرج شاب هو عطية أمين، حاول طرح المشكلات الاجتماعية العويصة التى تواجه الشباب، وقدم تجربة سينمائية شديدة الاختلاف تعكس مصارعة الواقع لأحلام الشباب البسيط، من خلال طرح عدد من النماذج والخطوط الدرامية التى ترصد أزمة جيل.ويعتبر «المعدية» تجربة خاصة جداً قام بها شباب سينمائى واعد، بداية من المنتج الشاب أحمد عفت والمخرج عطية أمين، مروراً بأبطال الفيلم الشباب درة ومى سليم وهانى عادل وأحمد صفوت ومحمد على وإنجى المقدم. كشف الفيلم عن الكثير من التعقيدات ويلقى الضوء على كثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وتدور الأحداث بالكامل فى جزيرة الدهب التى لا يملك سكانها شيئاً سوى الفقر. فى البداية قالت درة عن دورها فى الفيلم: «شخصية «أحلام» التى جسدتها فى «المعدية» تشبه فى الشكل أغلب البنات اللاتى أقابلهن فى مصر، لكنى قدمتها على طريقتى، رغم أننا أردنا تقديم نماذج قريبة من الواقع فى كل أحداث الفيلم، وحول ارتدائى الحجاب فى الفيلم فقد صممت على ذلك حتى يبدو الشكل مختلفاً عن كل أدوارى السابقة لأنى أحرص على تقديم الشكل والشخصية بطريقة مختلفة ولم تقدم من قبل»، وعن تأجيل عرض الفيلم أكثر من مرة قالت: «كل منتج لديه رؤية وفقاً لحالة السوق»، وأنا شاهدت الفيلم فى مهرجان «دبى» وقد لاقى استحساناً كبيراً، ونعلم جيداً أننا قدمنا فيلماً محترماً وجيداً، سواء تم عرضه فى ظروف جيدة وأعجب الجمهور، أو إذا حدث العكس وتم عرضه فى توقيت سيئ وأثر ذلك على نجاحه الجماهيرى، فنحن نعلم أن الفيلم جيد فى كل الأحوال، وأتمنى من الإعلام دعم هذه النوعية من الأفلام التى تبتعد تماماً عن الابتذال، وأرجو أن يكون النقد بناء وليس مجرد نقد لاذع دون هدف، مثلما يحدث حالياً مع الكثير من التجارب، وبوجه عام أنا لا أربط نجاح أى فيلم بالإيرادات، لأنه أصبح من الواضح أن هناك أفلاماً تقدم تركيبة معينة بهدف تحقيق الإيرادات، وقد عرضت علىَّ هذه النوعية كثيراً لكنى رفضتها، لأنى لم أر نفسى فيها، فطموحاتى الفنية تتعدى مجرد الإيرادات.. أريد فقط أن أقدم أفلاماً تعيش لفترة طويلة وتظل فى تاريخ السينما». وقالت مى سليم عن تجربتها فى هذا الفيلم: «سعدت جداً بهذه التجربة وردود الفعل بعد عرض الفيلم فى مهرجان «دبى» وفى مهرجان «جمعية الفيلم»، وعندما شاهدت الفيلم فى حفل ختام مهرجان «جمعية الفيلم»، وجدته متميزاً جداً ونال إعجاب كل السينمائيين الذين حضروا حفل الختام، وقد أجمعوا على أن الفيلم مفاجأة فى كل شىء، حيث لم تقدم السينما المصرية منذ سنوات طويلة هذا النموذج الجذاب من الأفلام التى تعبر عن الطبقات المهمشة فى المجتمع المصرى فى إطار فنى متكامل. وبالنسبة لتفاصيل دور «نادية» الذى قامت به أوضحت مى: راهنت نفسى على تجسيد هذه الشخصية بشكل أقرب إلى الحقيقة وكان اهتمامى بتفاصيل الشخصية دقيقاً جداً خاصة بالنسبة للأداء واللهجة والملابس والمكياج، وتعمدت أن أظهر دون مكياج فى معظم مشاهد الفيلم، حتى تصل إلى المشاهد مصداقية الشخصية وإحساسها بالهم والفقر والبؤس، وقد استنزفتنى هذه الشخصية لأن انفعالاتها عميقة جداً ومعقدة، إضافة إلى ذلك فقد تم تصوير معظم أحداث الفيلم بجزيرة الدهب بمصر، فى ظروف صعبة جداً وتعبنا بدنياً ونفسياً بسبب معوقات التصوير الخارجى فى تلك المنطقة النائية، لكنى بوجه عام سعيدة بتلك التجربة المبشرة، لأن الفيلم يحمل رسالة فنية ويعطى حافزاً للسينما المصرية وصناعها لتقديم نوعية أفلام تعتمد على المضمون والجودة، وعن تصنيف الفيلم أنه فيلم «مهرجانات» وليس فيلماً جماهيرياً، قالت «لا أتفق مع هذا الرأى وأرفض تصنيف الأفلام أنها مهرجانات، أو جمهور، وليس معنى أن الفيلم تم عرضه فى مهرجان «دبى» قبل طرحه بدور العرض أن يتم تصنيفه فيلم مهرجانات. أما هانى عادل والذى يلعب دور «فارس» فى الفيلم فقال: أعتز جداً بتجربة «المعدية»، وشخصية فارس هى شخصية من الشعب المصرى وتلمس الناس جداً، وسقف أحلام هذه الشخصية هو الحب والارتباط، ولكن لأنه حارس أمن وفقير جداً فهو لا يملك أى إمكانيات حتى يتزوج الفتاة التى يحبها، وأضاف عادل «أردنا توضيح فكرة أن الشخص البسيط الشعبى ليس بالضرورة أن يكون عنيفاً وبلطجياً كما يتم تصويره فى العديد من الأعمال الأخيرة، وأنا ضد الأفلام التى ترصد الحارة الشعبية بشكل سيِّئ دائماً، وتجعل بطل الحارة أو الحى الشعبى إما لصاً أو بلطجياً ومجرماً، والفتاة الشعبية إما راقصة أو سيئة السمعة. ويعتبر فيلم «المعدية»أول تجربة سينمائية للمخرج عطية أمين، الذى بدأ حياته المهنية بتصميم المؤثرات والخدع البصرية فى أشهر الأفلام المصرية، وعن حكايته مع «المعدية» قال أمين: «تعمدت أن تكون بدايتى فى مجال الإخراج فى فيلم بسيط وبعيد تماماً عن خبرتى فى تصميم المؤثرات والخدع البصرية، حتى لا أنحصر فى نوعية أفلام معينة، و«المعدية» قصة بسيطة حقيقية وعميقة فى نفس الوقت، وفيه رسالة مهمة وهى أن الحب هو أساس السعادة وليس المال، وقد تناول مؤلف الفيلم الدكتور محمد رفعت الدراما الإنسانية بشكل عميق جداً، واعتمد على إبراز المشاعر لتكون هى بطل الأحداث، وهذا ما جذبنى لهذه التجربة، خاصة أنه بطولة جماعية وراعيت تجانس الأبطال فى الشكل والأداء.