تلك الأيام التى ذهبت ولن تعد كنت أذهب للحقل وقت الغروب لأجلس تحت ظل نخلتنا التى في منتصف الحقل التى كان يودعها الغروب فى منظر بديع يتكرر يوميا ولا تمر إلا دقائق حتى أتمدد تحتها على الارض لا أخشى من اتساخ ملابسي ولا أهتم لبرستيج أتمدد وعيناي ينظران للأعلى ناحية السماء أظل أتامل فى الكون الواسع وأحلم بأني أصبحت رجل فضاء أجوب واتنقل بين الكواكب بل المجرات لاستكشفها، تارة أو أني أصبحت رجل أعمال ذو شعبية واسعة محبوب من الجميع يمتلك المنزل والسيارة ومحبة ىالناس، تارة أخرى وتارة أنني اصبحت شاعر مشهور كلما ذهبت لمكان تشتاق الناس للجلوس معه وسماعه وأظل أتمادى وأغرق بأحلامي حتى ترفرف من حولي نسمه خفيفة فتغفوا عيناى شيئا فشيئا وتمر الساعات التى لم أشعر بمرورها وكانها كانت دقائق قليلة أنشرح بها صدري ورأيت بها مستقبلى يتكون بكل سهوله أمامى وفجاة.. ينهار هذا المستقبل كله فى لحظة حين يوقظني بعض الماره من على الطريق لينصحونى أن أذهب إلى البيت لأن الوقت قد تأخر ويطلب مني عدم الجلوس فى الحقل بمفردي في الليل وأبدا رحلة العوده إلى المنزل وأنا سعيد ومنشرح الصدر ومبتسم وهذا كله، سببه جرعة الأمل التى أخذتها من أحلامي تحت النخلة أعود وأنا متفائل قوى العزيمة لدى إصرار عجيب.. على تحقيق شىء من أحلامي التى عشتها فى غفوتي تحت النخلة وتمر الأيام والسنون ومازلت لم أحقق شىء منها.. حتى النخلة.. فى دوامة هذه الحياة وسرعتها لم يعد لدى لوقت لأتمدد وأغفو تحت ظلها وأخذ من غفوتي تحتها جرعة أمل وبعض من العزيمة لأتحدى بها قسوة هذا الزمان